كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير

كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير

كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير

 العراق اليوم -

كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير

بقلم : خالد الإتربي

احترام القانون واجب على كل مواطن، وللخصوصية سياج مقدس لايجوز الاقتراب منه، وتوجيه الاتهام دون سند، أمر تلفظه العادات والتقاليد قبل القانون، لكن أحيانًا تصطدم هذه المفاهيم والقيم مع صحيح الضمير، وبديهيات العقل والمنطق، فكيف أكون متأكدًا من حقيقة بحكم عملي، ولا أكشفها أو أتطرق إليها، ويكون مصيرها الكتمان، على الرغم أن مصدري شهود عيان، مشهود لهم بالصدق.

فكرت مليًا في آلية لإيصال المعلومة للقارئ، وتوصيل رسالة لمن تدنى بمنصبه للتأكيد له أن الأمر لم يعد سرًا، لعل وعسى أن يراجع موقفه، فكان الطريق الوحيد هو سرد الأمر في شكل قصة قصيرة مجهلة أبطالها ظاهريًا، لكن أعدكم أن تعرفوهم سريعًا.

كان هناك نادي فاق تاريخه قرن من الزمان، عرف عنه المبادئ والقيم، والتي تطورت من جيل إلى جيل، وتعاقب عليه العديد من الأساطير في مجالس الإدارات. وكان لكرسي مجلس إدارته هيبة، ووقار وجاه يتشرف به من يجلس عليه، أو مجرد التفكير في الاقتراب منه، كانت أساطير لاتعد ولاتحصى، كان المجلس مدرسة لإعداد قادة للدولة فخرج منها الوزير والنائب في البرلمان، ورجال الأعمال الكبار، ومنهم من كان وزيرا في الملعب أيضًا، ومنهم من كان رئيسًا لجمهورية المهارات والاحترام واللباقة. فالعضو الذي لم يمارس الكرة، كنت تجده يملأ مركزه، أرستقراطي، ناجح في عمله، لاتجد فيهم من دخل المجلس لـ"السبوبة" مثلًا، انما كان حبا في النادي، بالإضافة للجاه الذي يمثله كرسي مجلس الإدارة، وهو أمر مشروع بالمناسبة.

ذهب كل هذا، لتكاد تسمع أنين قاعة اجتماعات المجلس التاريخية بسبب وداعها للأساطير، واستقبالها مجموعة من الطراطير. وقبل أن تنتفض عروقك ويحمر وجهك من الغضب، للدفاع عنهم لأنك بالطبع عرفتهم، اطلب منك المرور سريعًا على المعجم لتعرف معنى الطرطور، ستجده "الشخص الضعيف الذي لا يملك اتّخاذ القرارات"، عد وطبق هذا التعريف على الأعضاء الموجودين، ستكتشف فعلا انني كنت رحيما بهم، بمنحهم هذا الوصف فقط. نعم طرطور، فهو من سمح لرئيس المجلس أن يسير النادي على هواه، لحصوله على مقابل صمته، نعم يحصلون جميعا على المقابل لكن بطرق متعددة، لان الكرسي كان بمثابة السبوبة لهم، لأن منهم "العاطل، والنصاب، والمشتاق، والطماع"، وأتحدى أحدًا أن ينكر، فهناك من يحصل على راتب 30 الف جنيه راتب شهري من مال رئيس النادي، ومنهم من ساعدهم الاخير في إنشاء مشروعه الخاص، والذي يستغل تواجده في النادي لامداده وتمويله، ولكثير من الامثلة، التي لايتسع المجال لذكر بعضها، والبعض الآخر لايستقيم مع الأخلاق ذكره من الأساس، إلا إذا طلبوا هم ذكره.

وافق هؤلاء على إدارة النادي من خارج أسواره، سمعوا النصيحة من مشجع نادٍ منافس، تركوا كل شيء في يد مرجان، مادام "الشاي بالياسمين" سيكون جاهزًا في موعده، أو في أي وقت يختارونه.

ولأنه اعتاد على شراء كل شيء بماله الخاص، أخذ يحصن قرارته الكارثية التي لاتمت للإدارة السليمة بصلة، بمقالات مدفوعة الاجر في صحف معروفة من اقلام معروف انتمائها لنادي منافس لكنها اتبعت، مقولة الفنان ضياء الميرغني، في فيلم مرجان أحمد مرجان "أبيع نفسي لأول مشترٍ آت، أبيع مقرور حبيباتي وكلماتي".

وصل الحال بالنادي لمعرفة القرارات من المقالات الاستباقية، فعرف كل من ترك منصبه في النادي أزمته مع الرئيس قبل حدوثها من المقالات، عرفت اتجاهاته، وحلوله للأزمات قبل إعلانها من نفس الطريق أيضًا. وليس هذا فحسب، بل عمل على تطفيش كل الكوادر المميزة في كل القطاعات، لمجرد أنهم كانوا في العهد السابق، وكلما فكر في الاستعانة بأحد الأبناء المخلصين، تبدأ البطانة في الوشاية، حتى تقضي على وجوده سريعًا.

حقيقة لا أتصور أن يجلس أمثالكم على كرسي مجلس إدارة نادٍ بهذا التاريخ، وغيركم من الناجحين الذين أخفقوا في الانتخابات يقدمون أفكارهم الثمينة للدولة في الاستثمار الرياضي وآليات عودة الجماهير، والكثير من الدراسات القيمة. وختامًا.. أعلم أن فصل النهاية سيأتي عليكم سريعًا، وستكون حقبتكم أشبه بأفلام المقاولات التي ظلت حبيسة الأدراج ولايتذكرها أحد، وإذا ذكرت سرعان ما يتبرأ صناعها منها، لأنها كانت "سُبَّة" في تاريخهم، مثلما كنتم "سُبَّة" في تاريخ النادي العريق.

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير كيف اعتلى الطراطير عرش الأساطير



GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:32 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

بلد خالد منتصر

GMT 15:33 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"استاد الأهلي" وعد من لا يملك

GMT 19:19 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

أنا الأهلي

GMT 00:35 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

هل استحق الأهلي وداع البطولة العربية؟

GMT 22:45 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 16:22 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

داليا البحيري تواصل تصوير مسلسل "للحب قصة أخيرة"

GMT 03:38 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصيف زيتون يعلن عن مفاجأة جديدة لجمهوره

GMT 05:10 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

عرض قميص لاعب عربي في متحف ميسي الخاص

GMT 08:17 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

نبيلة عبيد تكشف عن أصعب شخصية جسدتها في السينما

GMT 22:07 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

عادل عبد المهدي يعرض حكومته رسميًا في جلسة مجلس النواب

GMT 16:19 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

الفنانة شريهان تكشف عن صورة شقيقتها الوحيدة

GMT 19:32 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح أفضل لاعب في مباراة ليفربول وليستر سيتي

GMT 06:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

فلاديمير بوتين يسعى لفترة رئاسية جديدة في روسيا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq