تمثال مثلا

"تمثال.. مثلا"

"تمثال.. مثلا"

 العراق اليوم -

تمثال مثلا

بقلم - يونس الخراشي

لم يستفزني اقتراح أحد المنخرطين الوداديين بإقامة تمثال لرئيسه سعيد الناصيري، أكثر مما استفزني قوله، وهو يحاول درء شبهة المديح المصلحي عن نفسه، إذ قال: "راني ما شفتوش من الجمع العام الفايت".
هكذا إذن يؤكد منخرط في فريق كبير، أنشأه رجال عظام، في أيام عصيبة، أنه لم ير الرئيس منذ أزيد من سنة، موضحا بذلك طبيعة العلاقة بين المسؤول الأول، وباقي أعضاء المكتب المسير؛ إن كان هناك بالفعل أعضاء، ثم بينه وبين المنخرطين، والتي تقوم على اللاتواصل.

يفترض أن الجمع العام، الذي لا يحدث إلا مرة كل سنة، فرصة للتداول في الأمور التي تخص الفريق. وهكذا، فهو مناسبة لتقديم المقترحات الكبرى، ومناقشتها، ووضع الخطوط الحمراء على الأخطاء، وتمحيصها، ومساءلة المكتب المسير عن السلبيات، والوقوف عندها.

ويفترض أن التواصل هو لب العمل الذي ينجزه رئيس فريق وأعضاء مكتبه والمنخرطون. ذلك أنهم لا يتدربون كل يوم، ولا يلعبون نهاية الأسبوع، أو وسطه، فلا يصابون، بالتالي، في الملاعب، فيرقدون في أسرة العناية والعلاج. 

بل هم يتكلمون، ويتحركون. لا شيء آخر غير ذلك. فيكون عملهم الأساس هو التواصل والتفاعل. يتباحثون في أمور الفريق كل يوم. ويناقشون الوضع المالي وغير المالي. ويبحثون عن حلول للمشاكل الصغيرة والكبيرة. ويشركون الرأي العام في أمور فريقهم، حتى لا تفاجئه أخبار صادمة.

نعم، يمكن للجمع العام أن يشكر الرئيس ومكتبه على النجاح في ما نجحوا فيه، وفي هذه الحالة الفوز بالألقاب، وتنمية مداخيل الفريق، وتزكية موقعه في البطولة الوطنية، وفي القارة الإفريقية، ومنحه جرعة كبيرة كي يستمر واقفا وصامدا وسط محيط من الفرق المعرضة للانجرافات.

غير أن الجمع حين يبدأ بالمديح، ويمر إلى الثناء العظيم، فبالقطع سينتهي إلى اقتراح إقامة تماثيل. ونحمد الله أن المقترح مر دون أن يكون له أثر لدى الحاضرين، حتى لا نفاجأ، في الجمع العام المقبل، بمن يأتي بالتمثال، فيكشفه، معلنا أنه قرر صنعه من ماله الخاص، هدية لرئيسه، ويقول لنا:"إلى مكنتش شفتو من شحال هذي، حيت كنت مشغول بهاذ التمثال".

أيها السادة، التمثال الحقيقي الذي يحتاجه الآن فريقكم هو تمثال الوداد ليس إلا. أن تصنعوا من فريقكم ما يبقى كبيرا، وشامخا، وصامدا، بمأسسته، وتثبيت ثقافة الحوار والتواصل، وشفافية الأرقام والمعطيات، ورسوخ التكوين في المدرسة الحمراء، وتهيئة الأجواء لأجيال ستأتي.

وحين يمر الزمن، ويصبح المنخرطون جزءا من عملية تدبير الفريق، بشكل أو بآخر، وحسبما يقرره القانون. حينها فقط، سيكتشف هؤلاء، وغيرهم، أن التمثال موجود فعلا، ولكن غيابهم الفيزيائي والرمزي لم يكن يتيح لهم رؤيته.
ألا يكفيكم اسم الوداد؟

 

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمثال مثلا تمثال مثلا



GMT 08:41 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 12:43 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

ملاعب منسية

GMT 09:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

صناعة الرياضي اﻷولمبي

GMT 09:01 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

“كل واحد ينشط بوحدو”

GMT 15:24 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

مدرب جديد وإستراتيجية قديمة

GMT 20:11 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 05:44 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

تعرف على القصة الكاملة لـ "أزمة" حنين حسام

GMT 20:58 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

Walldroid تطبيق خلفيات مميز على أندرويد

GMT 23:53 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات منزلية غير مكلفة لمنزل أكثر حيوية

GMT 07:18 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

صورة "سيلفي" تحول جسد فتاة إلى أشلاء

GMT 08:48 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

رامون دياز مديرًا فنيًا لـ"بيراميدز" خلفًا لحسام حسن

GMT 16:29 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

غمزة وابتسامة

GMT 05:31 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

نصائح لديكورات حمامات الضيوف في منزلك

GMT 15:39 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

التليفزيون المصري يعرض "دادة حليمة" لأول مرة

GMT 13:30 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مجدي بدران يكشف أسباب حساسية حلاوة المولد النبوي

GMT 01:36 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

لقطات مميّزة من أعماق البحر للحبار الزجاجي الشفاف جدا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq