اتجاه الحريري لتسمية عون رئيسًا للبنان فضح حزب الله

اتجاه الحريري لتسمية عون رئيسًا للبنان فضح "حزب الله"

اتجاه الحريري لتسمية عون رئيسًا للبنان فضح "حزب الله"

 العراق اليوم -

اتجاه الحريري لتسمية عون رئيسًا للبنان فضح حزب الله

بقلم رياض شومان

كشفت رغبة رئيس وزراء لبنان الأسبق ورئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، في تبني خيار ترشيح قائد الجيش الأسبق العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حقيقة مواقف جميع الأطراف السياسية والحزبية اللبنانية بما فيها حليف عون الأول "حزب الله". فبعد أن تأكد أن اتجاه الحريري لتسمية عون مسألة جدّية ولا تدخل في سياق المناورة، بدا أن من يدَّعون دعمه منذ البداية لوصوله الى قصر بعبدا، أي "حزب الله" وحلفاؤه، هم أول من يقفون في وجه ذلك لسببين: الأول هو أنهم لا يريدون رئيسًا للجمهورية حاليًا وهم غير مستعجلين لانهاء الشغور الرئاسي بانتظار بلورة الحل السوري وكيفية اتجاه الأمور في الحرب السورية ولمصلحة من ستكون، وماذا سيكون مصير الرئيس بشار الأسد. أما السبب الثاني فهو أن "حزب الله" ومن خلفه إيران لا يثقون بالجنرال عون الذي نقل بندقيته من كتف الى كتف أكثر من مرة، وخصوصًا علاقته المعروفة مع النظام العراقي السابق أيام حكم الراحل صدام حسين ضد نظام الرئيس السوري حافظ الأسد في أواخر الثمانينات .

وبما أن الأمور قد ظهرت على حقيقتها ، وتم فضح ما كان مفضوحًا أصلاً ولكن من دون إثبات، يطرح السؤال التالي : ماذا بعد؟ وكيف سيتصرف الحريري عبر مروحة المشاورات التي يجريها مع القيادات اللبنانية وخصوصًا مرشحه الأول النائب سليمان فرنجية؟ وهل سيؤثر ذلك على شعبيته التي غالبيتها من الطائفة السنية والتي ترفض نهائيًا وجود عون في قصر بعبدا؟

بمعزل عن أسباب الخطوة التي أقدم الحريري عليها، والتي يرتبط جزء منها كما يقول بـ"الحاجة إلى إحداث خرق في جدار الأزمة السياسية والدستورية القاتلة مع ازدياد الإشارات غير المطمئنة اقتصادياً ومالياً لقدرة البلاد على الصمود طويلاً"، فإن حالاً من الترقب وحبس الأنفاس ترافق شهر تشرين الأول/اكتوبر المقبل الذي يصفه مراقبون بشهر "القطوع السياسي الأخطر في البلاد"، قبل الوصول إلى الجلسة النيابية الرقم 46 التي حدَّدها رئيس مجلس النواب في 31 من الشهر المقبل لانتخاب الرئيس العتيد.

وتعتقد أوساط مراقبة أن ما بعد 31 تشرين الأول/أكتوبر لن يكون كما قبله إذا لم تتم عملية الانتخاب. حيث إنها حسب الأوساط ذاتها تُشكّل على الأرجح، الفرصة الأخيرة للجنرال ميشال عون، لأن انسداد الأفق يعني عملياً نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة مفتوحة على احتمالات غير واضحة المعالِم، ليس فقط من منظور "العونيين"، بل من منظور مختلف الأطراف لما ستتركه من نتائج وتداعيات على المشهد الداخلي، وعلى علاقات الأطراف بعضها مع بعض.

والخشية  لدى اللاعبين المحليين تكمن راهنًا من إقدام الحريري على الإعلان رسميًا عن تبني خيار عون، إذ أن بقاء الأمر في إطار الخيارات التي يتم درسها، وفي مداولات الصالونات السياسية، يترك هامشًا واسعًا من المناورة لدى الجميع، فيما الإعلان الرسمي من شأنه أن يضع الجميع أمام لحظة الحقيقة، ويخلط الأوراق، والأهم يضيِّق ليس فقط هامش المناورة بل عملية الابتزاز السياسي، التي برزت بقوة مع طرح الرئيس بري أن مرشحه هو "السلة المتكاملة" بما تتضمنه من تفاهمات على الحكومة ورئيسها والحقائب والتعيينات، وقبل كل هذا، الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية، وبالتالي فإن انتخاب رئيس لا يعود مهمًا اسمه.
ويرى مراقبون أن التمسّك بطرح "السلة" من شأنه أن يُصعّب من احتمالات إنجازها قريبًا في ضوء الخلافات الكبيرة حول مجمل المواضيع المطروحة وأهمها قانون الانتخابات النيابية. فهل يقدم الحريري على تسمية عون بشكل علني كما فعل قبله قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فيقلب الطاولة على الجميع؟ كل الدلائل تشير الى أن ذلك مستحيل ما لم تكن المملكة العربية السعودية في الصورة ، وحتى توافق على ذلك هناك أمور كثيرة يجب أن تحصل قبل التسمية ، أولها استقبال عون في الرياض لتبييض صفحة الماضي وكل ما صدر منه سابقًا خلالها، وبالتالي فسخ ارتباطه بـ"حزب الله" لكي يكون رئيسيًا وفاقيًا لكل اللبنانيين. فهل يتحقق ذلك؟ إنه أمر مستبعد في الوقت الحالي.

 

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتجاه الحريري لتسمية عون رئيسًا للبنان فضح حزب الله اتجاه الحريري لتسمية عون رئيسًا للبنان فضح حزب الله



GMT 09:45 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

سياحة إفتراضية على متن مركب شراعي في أسوان

GMT 20:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 21:28 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 15:16 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حفل توقيع المجموعة القصصية "عود بخور" بمكتبة "ألف"

GMT 09:51 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

تفاصيل " المندرة " عمل مسرحي عن "كورونا"

GMT 12:06 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

"الغارديان" تكشف عن وقائع الاغتصاب في سجن أبو غريب

GMT 04:41 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ريهانا تثير الجدل مجددًا بإطلالة غريبة تظهر رشاقتها

GMT 06:19 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

هديل العزاوي تنصح الفتيات بالخروج دون "ميك آب"

GMT 08:42 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

استمتع بقضاء شهر عسل في مدينة التسلية والتسوق ميامي
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq