مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل

الحرب في الموصل
بغداد - العرب اليوم

لم يكن دلشاد غوران، مقدم البرامج في راديو "دجلة" المحلي، في كردستان العراق يتوقع أنه سيتلقى مكالمة هاتفية من سيدة موصلية تتحدث معه من سرداب منزلها بالساحل الأيمن، بينما مسلحو "داعش" وقوات عراقية تخوضان قتالًا عنيفًا قرب المنزل. وغوران يقدم برنامجًا إذاعيًا عن الموصل ويستقبل مكالمات هاتفية من الأهالي، ويسمع يوميًا قصصًا من نساء ورجال عن أوضاع المدن المحررة ومعاناة النازحين، لكن أم هبة التي اتصلت من بلدة "باب لكش" غرب الموصل مختلفة تمامًا، بل دعت غوران إلى الذهول. 

بدأت أم هبة اتصالها الهاتفي بجملة مثيرة بالنسبة لغوران وزملائه في الكواليس، أتصل بك من قبو منزل بالساحل الأيمن، ومسلحو "داعش" عند الناصية يصوبون نيرانهم على الجيش العراقي. وهذه السيدة من بين مئات الآلف من المدنيين المحاصرين داخل حروب شوارع في الجزء الغربي من المدينة، غالبيتهم فقدوا ما خزنوه من غذاء ودواء فيما تنتشر الأمراض، بحسب منظمات دولية. ويقول المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إنه حتى يوم ١٧ آذار-  مارس الحالي جرى تسجيل إصابة 276 حالة إصابة بمرض التيفوئيد بسبب نقص المياه الصالحة للشرب.

يطلب غوران من أم هبة التحدث عن وضعها وكان حذرًا من أن تذكر شيئاً عن موقعها هل تعلم؟ لقد كنا عائلة كبيرة، زوجي وأبنائي وعائلتي. لم يبق أحد منهم سوى ابنتي هبة، مسلحو "داعش" قتلوهم جميعًا، وتسبب تنظيم "داعش" منذ دخوله الموصل عام ٢٠١٤، بقتل وبتهجير المئات من المدنيين، كما أنه فرض نمط حياة قاسية، وفق قواعد قاسية يعاقب من يخالفها. ويشير المخرج لمقدم البرنامج بأن يترك أم هبة تواصل حديثها، وهم على وشك أن يحصلوا على صورة مكثفة من جحيم الساحل الأيمن، " أنا هنا في القبو، لا أغادره أبداً، في الليل وحين أنام أربط قدم ابنتي بسلسلة حتى أضمن أنها ستبقى معي. 

تواصل أم هبة حديثها لكنها تجهش بالبكاء "ليس لدينا طعام، ليس لدينا طعام أبدًا، آخر مرة حصلت لابنتي على وجبة طعام جيدة، كنت ألوث الطحين بالماء، أما البرد القارص فقد كلّفنا إحراق أثاث المنزل لتدفئة القبو. وحاول غوران إنهاء المكالمة الهاتفية، يقول لـ"شبكة يلا" إنه لم يعد يستطيع تحمل الاستماع للمزيد عن أم هبة، كما أنه كان خائفًا على حياتها بسبب التحدث عبر الهاتف في بلدة يفتش فيها المسلحون عن من يستعمل أجهزة الاتصال. بيد أن أم هبة لم تكن تريد ذلك، وقالت " أستمع الآن لأصوات المسلحين، إنهم يطلقون الرصاص في اتجاه ما على القوات الأمنية"، وبحسب الخبير العراقي هشام الهاشمي، فإن مسلحي "داعش" في معركة غرب الموصل لجأوا إلى استراتيجية سحب القوات العراقية إلى الأزقة الضيقة حيث تنتظرهم كمائن القناصين. وقبل أن تنهي أم هبة اتصالها مع راديو دجلة قالت لست خائفة منهم، أنا في منطقة باب لكش بالساحل الأيمن وليعرف من يعرف، وفي حال وصل الجنود إلى هنا، أقسم بالله أنني سأقبل خطوات أقدامهم".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل



GMT 22:48 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:16 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

"آبل" تطلق الهاتف "iPhone XS Max" بسعر يبدأ من 1099 دولار

GMT 19:34 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

مدير أعمال هيفاء وهبي ينفي إصابتها بالسرطان

GMT 13:54 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الفرنسي كيليان مبابي يتفوق علي ميسي ورونالدو

GMT 02:48 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

السهواجي يؤكّد أن " تكميم المعدة" الأفضل لإنقاص الوزن

GMT 00:28 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

رجاء الجداوي "سعيدة" بمُشاركتها في احتفالية ذوي الاحتياجات
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq