انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس

شوقي الطبيب
تونس - العرب اليوم

انتقد رئيس هيئة مكافحة الفساد في تونس شوقي الطبيب عدم منح هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد صلاحيات موسعة أثناء مصادقة البرلمان التونسي على قانون إحداث هذا الهيكل الحكومي الجديد. وقال الطبيب، في تصريحات صحافية الجمعة، إن القانون الجديد يمثل “خيانة وتراجعا عن روح الدستور التونسي”.

وقالت أحلام الضيف أستاذة القانون الدستوري في الجامعة التونسية، في تصريحات لـ”العرب”، إن قانون إحداث الهيئة الجديدة “لا يخرق نص الدستور بل يخرق المنطق الدستوري”، مبينة أن الفكرة تتلخص في كون الهيئة الجديدة يجب أن تتوفر لها الصلاحيات الضرورية والكافية لأداء الوظيفة الموكولة إليها والتي تأسست من أجلها.

واستند الطبيب في موقفه إلى أحكام الفصل 122 من الدستور التونسي والذي ينص على أن “الهيئات الدستورية تعمل على دعم الديمقراطية، وعلى كافة مؤسسات الدولة تيسيرُ عملها”.

وقال الطبيب إن قانون هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد “أعطى للهيئة صلاحيات أقل من المرسوم المنظم للهيئة الحالية من جهة وأٌقل مما تضمنه مشروع قانون الحكومة في الغرض الذي يمثل حدا أدنى لما يمكن منحه للهيئة من جهة ثانية”.

وتابع أن “مشروع القانون منح الهيئة ضابطة عدلية مقيدة بإشراف ومراقبة قضائية سابقة لموظفي جهاز مكافحة الفساد”، دون أن تكون لهم أي سلطات أو صلاحيات.

وأشار الطبيب إلى أنه في ما يتعلق بالصلاحيات في مجال التقصي ستكون هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد نسخة ثانية من الشرطة الاقتصادية مدعومة بمركز دراسات وبحوث.

وصادق مجلس نواب الشعب في تونس الأربعاء، على مشروع القانون الأساسي المتعلق بهيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد. ووافق على القانون 116 نائبا بالبرلمان واعترض 10 نواب، فيما احتفظ 5 آخرون بأصواتهم.

ومررت الفصول الـ67 المكونة لمشروع القانون، بعد رفض تعديلات اقترحها أعضاء المجلس خاصة التي تتعلق بتوسيع صلاحيات الهيئة.

وأوضحت الضيف أن القانون إذا كان سيعطل هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد ويكبلها فإن وجودها باعتبارها هيئة دستورية لن تكون له الأهمية الكبرى وستكون فقط في إطار خطاب نظري يروج لإحياء الديمقراطية ومحاربة الفساد دون نتائج عملية على الأرض.

أحلام الضيف: لا استقلالية للهيئة إذا كانت مرتبطة بالسلطات الثلاث في كل مهمة

وأكدت الضيف على أهمية توفير الآليات والبرامج الضرورية لمكافحة الفساد والتصدي لانتشاره. ورأت الضيف أن “هناك تراجعا على مستوى منح الهيئة آليات لمحاربة الفساد”.

وتمكن الضابطة العدلية الجهاز الحكومي من صلاحيات أوسع للقيام بأعمال التفتيش والتحقيق وإيقاف الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في أعمال فساد مالي أو إداري.

وقالت الضيف إن هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد يجب أن تتمتع بالاستقلالية اللازمة التي تجعلها غير تابعة لأي من السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية).

وأضافت “لا يمكن الحديث عن استقلالية الهيئة إذا كانت مرتبطة في كل وظيفة تقوم بها بأي سلطة أو جهاز حكومي آخر”، ومنها ضرورة الحصول على أذون قضائية مسبقا كي تتمكن من إنجاز مهمة معينة.

وفي وقت سابق، نشر الطبيب تدوينة على حسابه الخاص على موقع فيسبوك قال فيها إن “النواب أسقطوا الفصل 19 من المشروع الحكومي والذي أعطى لرئيس الهيئة ومجلسها صلاحيات الحجز والتفتيش في حالة التأكد الشديد على أن تتم إحالة أعمالهم لاحقا للنيابة في ظرف 24 ساعة”.

وعبر الطبيب عن مخاوف مردها أن الهيئة الدستورية ستكون استنساخا للشرطة العدلية من دون صلاحيات وآليات ناجعة تخول لها التحرك السريع والقدرة على مكافحة جريمة الفساد.

وطالب الطبيب رئيس حكومة الوحدة الوطنية يوسف الشاهد بمراجعة القانون الذي صادق عليه البرلمان من أجل ضمان إحداث هيئة مستقلة بصلاحيات هامة.

وأثارت مسألة التنصيص على الضابطة العدلية ضمن صلاحيات هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد جدلا منذ بدء مناقشة مشروع القانون الخاص بها داخل لجان مجلس نواب الشعب.

وبحسب معطيات هيئة مكافحة الفساد تمكنت تونس من تحصيل إيرادات بلغت قيمتها 1.5 مليار. وتشير تقارير محلية ودولية إلى تضاعف ظاهرة الفساد في تونس خاصة خلال السنوات التي تلت سقوط نظام الرئيسي التونسي الأسبق زين العابدين بن علي. وبسبب الفساد تخسر تونس سنويا حوالي (2) ملياريْ دينار.

ويرى شوقي الطبيب أن عدم منح هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد صلاحيات الضابطة العدلية “تكشف رغبة في عرقلة عملها (الهيئة) خاصة من خلال رفض المجلس لسنوات منح الهيئة ميزانية دنيا فضلا عن امتناعه التوقيع على الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد”.

وقال الطبيب، في تصريحات إعلامية سابقة، إن جهود الحكومة وعمل هيئة مكافحة الفساد أضر بمصالح موظفين ومسؤولين وأحزاب.

وأعلنت الحكومة، في مايو الماضي، الحرب على الفساد. واعتقلت السلطات رجال أعمال وموظفين كبارا من الأمن والجمارك، لتورطهم في تهم فساد مالي وتهريب ومساس بأمن الدولة، ووضعت بعضهم تحت الإقامة الجبرية. واعتمدت الحكومة في حربها ضد الفساد على قانون الطوارئ.

كما تم تفعيل أعمال لجنة المصادرة من خلال مصادرة أملاك 13 من رجال الأعمال التونسيين ومن موظفي الجمارك ممن ثبت تحقيقهم لأرباح غير مشروعة جراء علاقاتهم بنظام بن علي وعائلته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس



GMT 17:04 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الجزء الأول من "كابتن أنوش" في حلقات يومية على MBC مصر

GMT 14:28 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة نبيلة عبيد تكشف سبب سافرها إلى الخارج

GMT 04:41 2017 الأربعاء ,31 أيار / مايو

إلياس سنوسي يكشف عن مخطط الوكالات السياحية

GMT 05:38 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ميشيل أوباما تخطف الأنظار بفستان من دار "فيرساتشي"

GMT 13:18 2020 الثلاثاء ,14 إبريل / نيسان

دليلك الشامل عن أهم المطاعم في اليابان

GMT 00:51 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

فساتين مشجرة من مجموعات أزياء ريزورت 2020 بحسب طولك

GMT 14:00 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

تناول بيضة واحدة يومياً يحمي من الإصابة بالسكري

GMT 12:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أهم محطات الفنان صلاح قابيل في ذكرى رحيله

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كيكة الشوكولاتة الداكنة بزبدة الفول السوداني والموز

GMT 11:56 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك عبد الله الثاني يُمنح "جائزة تمبلتون" للعام 2018

GMT 17:14 2018 الأحد ,04 شباط / فبراير

5 نصائح هامة لإدخال الخضراوات إلى طعام الطفل

GMT 18:08 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

فيصل بن راشد يكشف حرص الفرسان على التطوير من خلال القفز

GMT 09:20 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طريقة تبييض الأسنان بواسطة حبات الفراولة

GMT 10:36 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

​"آر بي بيرنينج" لرئيس الدولة ينتزع كأس "جبل حفيت"

GMT 10:43 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

بوسطن بروينز يواصل انتصاراته في دوري هوكي الجليد

GMT 20:25 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

أفضل ألعاب سباق سيارات ينتظرها العالم خلال 2018

GMT 12:38 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

سعر الدينار الكويتي مقابل دينار اردني الأربعاء
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq