رقص جماعي ونظم شعري في فنون أحواش في المغرب
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

رقص جماعي ونظم شعري في فنون "أحواش" في المغرب

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - رقص جماعي ونظم شعري في فنون "أحواش" في المغرب

فنون أحواش
الرباط ـ العرب اليوم

في رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، تستعد مدينة ورزازات في جنوب المغرب لإحتضان الدورة الثالثة لمهرجان فنون «أحواش» بين الثامن والعاشر من الشهر الجاري.
و«أحواش» كلمة أمازيغية الأصل تحيل على تشكيلة فنية تتكون من رقص جماعي وبناء إيقاعي ونظم شعري هادف. من ضمن ما تعنيه الكلمة «حش» أي «ارقص»، إذ يمكن تعريف فن أحواش بتشكيلة فنية تتكون من بناء إيقاعي ورقص جماعي ونظم شعري هادف، وفق طقوس خاصة تتطلب لباساً ومكاناً وزماناً خاصاً لممارستها، حيث تنتشر هذه التشكيلة في مناطق سوس والحوز ومناطق درعة. وهي أكثر من رقصة جماعية، بل ثقافة تجذرت منذ آلاف السنين، وتعبير عن الحياة الاجتماعية بكل تجلياتها، وتقام رقصة «أحواش» بمختلف المناسبات التي يحييها أبناء القرى والقبائل كالأعياد الدينية والوطنية، ولكن تبقى بالخصوص تعبيراً عن الفرحة الجماعية التي تَسِم دورة الحياة الزراعية، وهي رقصة جماعية مختلطة بين الذكور والإناث.
ويشترط في الفتيات اللواتي يرقصن «أحواش» بحسب الباحثين في التراث الشعبي، أن يكن عازبات بحيث تستبعد النساء المتزوجات بينما لا يسري الشرط ذاته على الرجال. وتتميز رقصات «أحواش» بتماثل حركات الراقصين والراقصات، وهي حركات يختلف شكلها وسرعة إيقاعها باختلاف المناسبة والمنطقة. وفي حالات نادرة، ينبري رجل أو امرأة أو الإثنان معاً للإنفراد بالرقص خارج حلقة المجموعة. يرتدي المشاركون في أحواش زي الحفلات والأعياد المميز للقبيلة، فالرجال يلبسون الجلباب الوطني والقميص (تشامير) والبرنس والعمامة البيضاء ويتقلدون الخنجر الفضي، و«أقراب» (المحفظة الجلدية المزركشة بالحرير) بينما تتزين النساء بالحلي التقليدية التي تتكون عادة من القطع الفنية المسبوكة وكريات اللبان.
لكن سرعان ما اقتحمت المرأة هذا الفن في مناطق معينة مثل إسافن وإبركاك وأيت عبدالله وإدا كنظيف وأملن وتافروات، وكانت الفتيات العازبات يغنين هذا اللون في البوادي والدواوير، كما يقمن بالمحاورة الشعرية بالأمازيغية فيما يشبه النقائض الشعرية القديمة لدى العرب، ولمّا تراجع فن أحواش النساء بالبوادي والدواوير، برزت مجموعات نسائية في المدينة للحفاظ على هذا الموروث، ومن ثم لم يعد فن أحواش حكراً على الرجال.
التظاهرة الفنية التي تنظمها وزارة الثقافة، تهدف إلى تعزيز مكانة ورزازات من حيث الأنشطة الثقافية والترفيهية الكفيلة بجذب زوار من داخل المغرب وخارجه، علاوة على التعريف بالغنى الثقافي لهذا التراث اللامادي وتثمينه والانفتاح على التجارب الفنية.
تتميز دورة هذه السنة بالاعتماد على تصور إبداعي يسعى إلى إبراز تنوع فنون «أحواش»، من حيث ارتباطها بكل مناحي حياة الإنسان عبر ثلاثة عروض رئيسة في قصبة تاوريرت، تبرز الجوانب الاحتفالية لهذا الفن في مختلف المناسبات كالولادة والختان والزواج والحصاد وغيرها.
يتضمن برنامج الدورة ندوة فكرية حول فنون أحواش بمشاركة أساتذة باحثين ومختصين ومهتمين، كما سيحتضن المسرح الروماني لقصـــبة تاوريرت أمسية «أباراز نايت اومارك» التــــي تعتمد على الإلقاء المرتجل من شعراء هذا الفن. وفي جو من التنافس يحاول كل طرف إبراز تفوقه وعلو كعبه أمام الشعراء الآخرين وأعـــيان القبيلة، فيما يجري تكريم بعض الأسماء الممارسة والمهتمة بأحواش، إضافة إلى معرض خاص يحتوي على صور أعلام فنون أحواش وأماكن ممارسته والأزياء والحلي الخاصة به. وستقام صبيحة تربوية للأطفال محورها فنون أحواش، وذلك بهدف تعريف الناشئة بأهمية هذا التراث ودوره المتأصل في حياة الإنسان بالمنطقة. ويعتبر مهرجان «أحواش» فرصة لإبراز المؤهلات المهــمة للمنطــــقة في مياديـــن السياحة والواحات والتنوع البيولوجي والصنـــاعة التقليدية، وفي السينما ايضاً، خصـوصاً ان مدينة ورزازات تلــقب بهوليوود افريقيا نظراً إلى ما يتوافر فــيها من استوديوات ضخمة ومناظر طبيعية متـــنوعة تجمع بين الصحراء والجبال والنخيل.




 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رقص جماعي ونظم شعري في فنون أحواش في المغرب رقص جماعي ونظم شعري في فنون أحواش في المغرب



GMT 14:55 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فرقة المنيا للفنون الشعبية تتألق في احتفالية "دكان الفرحة"

GMT 11:55 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فرقة "كردان" في بيت السحيمي الاثنين

GMT 18:56 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

"الطنبورة" تحتفل بذكرى انتصار بورسعيد على العدوان الثلاثي

GMT 18:54 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

حفل جديد لسلمى مختار ببيت العود بالهراوي

GMT 18:57 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مختارات من مسرحيات وأغانٍ عالمية بمعهد الموسيقى العربية

GMT 20:58 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عرض "باليه كليوباترا"على المسرح الكبير في دار الأوبرا

GMT 19:37 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ألوان موسيقية تُطرب جمهور "منظار" في خريبكة

GMT 12:26 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لوكاس دين يتحدى محمد صلاح قبل موقعة "ديربي الميرسيسايد"

GMT 15:33 2018 الخميس ,17 أيار / مايو

472 مليون درهم قيمة تصرفات عقارات دبي الخميس

GMT 21:03 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض احتجاج الاتفاق ضد الحكم ستيفان لوب

GMT 07:27 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

أبرز إطلالات كيت ميدلتون المستوحاة من الأميرة ديانا

GMT 06:43 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

رؤساء من أصل عربي حكموا في أميركا اللاتينية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq