رسالة إلى سيدة نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"رسالة إلى سيدة" نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "رسالة إلى سيدة" نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف

دمشق ـ سانا

رسالة إلى سيدة نص أدبي يوجهه يوسف سامي يوسف إلى المرأة الكلية بشكل عام أكثر مما يوجهه إلى امرأة معينة او محددة الهوية بغية تقديم نص أدبي فيه مزايا جمالية تحمل بعض الرؤى الحديثة إلا أنه بعيد عن الرواية أو القصيدة فهو نص أدبي لا يصنف في الأجناس الادبية التقليدية. يبدو أن هذه الرسالة التي يوجهها يوسف تشبه ما تحمله الرواية أو القصيدة من حيث المعنى فهي تنطوي على ذكر أحداث تشبه أحداث الرواية و القصة كما يندرج فيها شيء من روح الشعر وأن غابت مزاياه فالنص يتحدث عن رجل أحب فتاة يانعة حبا عذريا في سالف زمانه أو يوم كان في مقتبل العمر منذ أكثر من نصف قرن وعاش معها فترة من الزمن لكنها تزوجت ورحلت إلى البعيد ولم يرها إلا مرة واحدة بعد مضي تسع سنوات على مغادرتها لمدينة دمشق. يظهر أن تلك التجربة الغرامية ليست سوى الهيكل العظمي لهذه الرسالة التي يتدخل فيها الخيال كثيراً تعويضاً عن الاعتماد على التاريخ وتطوره الكئيب في مثل هذه المواضيع لأن النص منسوج من مادة واقعية وحادثة حقيقية اشتغل عليها الخيال والثقافة فتكونت الرسالة كحالة إبداعية متفوقة في وجودها التعبيري. وحرص يوسف على تحويل أشياء هذا النص إلى رؤى ابداعية تتجاوز الواقع وتأخذ من الخيال دلالات والفاظا وعبارات فيها كثير من العواطف الساعية إلى إنشاء بنية تواصلية شديدة بين النص وكاتبه وبين المتلقي الذي قد يرى كثيرا من همومه وإشكالاته خلف تلك العبارات الموجودة لهذه الرسالة. ويحرص الناقد السوري من وراء نصه على تجاوز الضعف الذي راح يهدد الأدب العربي خلال التاريخ الراهن حيث بدأت الكتابة تسف وتضعف منذ أواسط القرن الثالث الميلادي وهذا الضعف بدأ يتطور ويضرب أطنابه بعد الاحتلال العثماني للوطن العربي فتراجعت اللغة العربية وتراجع مدها الثقافي أمام ما يغزوه من لغات آخرى غايتها ان تصبح الأمة دون هوية ثقافية. وفي رسالة يوسف ثمة جهد يحقق استقلابا في صيرورة الأشياء ورفع مستوى اللغة إلى الرفعة والقوة وأبعادها عن الغوغائية الحديثة المنخرطة في التهديم فتبنت قيما وأخلاقا ليست غريبة عن مجتمعاتنا الشرقية وظهرت كعمل وطني له أهميته في التاريخ داخل حراك العالم الثقافي والذي يتميز بتناقضه. ويغلب على نص الرسالة الطابع الأدبي الذي تمكن من أبعادها قليلا عن الواقع فالرسالة تضفى على المرأة التي يتوجه إليها الخطاب بعضا من الصفات الصوفية على شاكلة طرح ابن الفارض في شعره وكذلك في نثره فهى امتداد لهؤلاء الصوفيين في العمل على رفع المرأة الى افق باذخ شامخ قوامه التفاؤل والاحترام وأن الأنوثة هي قوة الخلق والإبداع و الابتكار في الكون كله. يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 201 صفحة من القطع المتوسط.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى سيدة نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف رسالة إلى سيدة نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف



GMT 21:09 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:33 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 13:45 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

أبرز صيحات موضة بدلات ملونة بستايل عصري وجديد

GMT 13:25 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مجموعة من مجوهرات عروس فخمة من وحي أهم النجمات

GMT 01:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تجعل متصفح Edge أسرع وأكثر عملية

GMT 13:00 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

طريقة إعداد حلوى "تشيز كيك اللوتس" الشهية

GMT 19:38 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

واتساب تعلن عن خاصية مشاركة المكان بشكل مباشر

GMT 22:26 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الشباب يواصل تدريباته على ملعب الأمير خالد بن سلطان

GMT 19:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير أممي من تعرض اليمن لأكبر مجاعة يشهدها العالم

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

صيحات مميّزة للحقائب باللون الأبيض لصيف 2018
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq