إيقاعات شامية كتاب يحاكي الوجدان الشعبي الجمعي
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"إيقاعات شامية" كتاب يحاكي الوجدان الشعبي الجمعي

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "إيقاعات شامية" كتاب يحاكي الوجدان الشعبي الجمعي

دمشق - سانا

يتطرق كتاب ايقاعات شامية في مكنون السلوك الدمشقي إلى دراسة الظواهر الاجتماعية التي عايشها أهل دمشق خلال أواخر القرن التاسع عشر وحتى أواخر القرن العشرين مما تواضع عليه الوجدان الشعبي وتعارف الناس على الأخذ به في تعاملهم وتوادهم وتراحمهم وتعاضدهم في اطار الحرفة الكار والبيع والشراء والأخذ والعطاء وصولا إلى جوهر الإنسان. كما تتناول الدراسة التي أسماها الكاتب منير كيال.. أوراق من نشوة الماضي مواقف الحذق والمهارة وسرعة الخاطر من خلال مواقف ومقالب ومماحكات ومفارقات وطرائف واغنيات فلوكلورية أملا في أن تكون أبحاث الكتاب متكاملة مع أبحاث كتابين سابقين في هذا الاطار هما سهرات النسوان والعرس الشامي بما تلقيه من أضواء على الحياة الاجتماعية الدمشقية في الفترة نفسها. ويأتي الكتاب محاكاة لما عايشه الكاتب في العقدين الثالث والرابع من القرن العشرين ولما استوفاه ممن خطت تجاعيد السنين على وجوههم بما عايشوه وعاصروه حتى كاد يشعر أنه أحد شخوص أبحاث الكتاب الذين عاش معهم وعايشهم ففرح لفرحهم وتألم معهم فوثق ذلك في قالب يضع القارئ أمام حدوتة معاشة تمس مشاعره وأحاسيسه لكأنما هو أحد شخوص ما يقرأ أو تكون عليه الأحداث في إطار المثل الشعبي والمقولة والعبرة والحكاية والموقف بكل ما في ذلك من معان وقيم. ونتعرف في الكتاب على شخصيات شعبية حقيقية مثل عبودة أبو عجاج أ-بو عمر-أبو دياب-صالح -سعاد ممن عاشوا منذ نعومة أظفارهم في بيئة متقاربة سواء في دارة الخوجة أم في الكتاتيب ومن ثم في الحارة ثم توازعوا في مناهل الحياة بعد أن تاخوا بالدم على الوقوف الى جانب بعضهم في السراء والضراء في اطار ما تواضع عليه الوجدان الجمعي من تحاب وتناصر وايثار ومواقف الشهامة التي تتطلبها الزكرتية. ومن خلال حواراتها اليومية تنأى هذه الشخصيات عن كل ما يخرج عن العرف والتقاليد سواء في المماحكات والمفارقات الحوارية والمشادات الكلامية والمواقف الكوميدية والأحداث اليومية لتشد القارئ بما يؤطرها من كنايات المثل الشعبي وما له من شمولية تؤطر مناحي الحياة. وينقل الكاتب كيال حوارات شخوصه باللغة العامية الدمشقية لتكون أكثر صدقية ومحاكاة للواقع لذلك يجد نفسه مضطرا في نهاية كل فصل الى ذكر قائمة بالحواشي والايضاحات لتفسير المفردات والتعابير الملتصقة بالبيئة الشامية مثل.. عالحارك خص نص - هديك - يشوبر - هلا - الزلمة - علبة المكي - عالحديدة -مو-لاوي. ولايغفل كيال ذكر مقاطع من الفلوكلور بتوظيف ذكي اذ يوردها في سياق الحديث على لسان احدى شخصياته بما يناسب الحدث كما يغني أبو رياض مثلا.. بباب السرايا أنا شفت محبوبي قاعد قبالي عم يكتب المكتوبي يارايحة عالحمام خديني معاكي لاحمل البقجة وامشي وراكي ويضع الكاتب عناوين لبعض الفقرات مستمدة من الأمثال الشعبية المستخدمة في الأحاديث اليومية مثل.. صاحب المال تعبان - مرت الاب مابتنحب - شابت وماتابت - موكل شي بينحكى - بينسمع - يللي استحوا ماتو. يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة للكتاب مديرية التراث الشعبي تحت الرقم 51 من مشروع جمع وحفظ التراث الشعبي ويقع في 325 صفحة من القطع الكبير وتزين الغلاف صورة لوحة لبيوت دمشق وماذنها للفنان التشكيلي المخضرم ممدوح قشلان.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيقاعات شامية كتاب يحاكي الوجدان الشعبي الجمعي إيقاعات شامية كتاب يحاكي الوجدان الشعبي الجمعي



GMT 21:35 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 12:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 22:31 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

مسرحية "طميمة" على خشبة مسرح دار الثقافة بحمص

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تأييد براءة مدير "الموانئ" من الإساءة لمراقبين

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إصدار مذكرة اعتقال بحق "المرأة الأكثر شرًا" في أستراليا

GMT 19:48 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال السعودي مقابل الدينار الجزائري الأحد

GMT 07:13 2016 الإثنين ,29 شباط / فبراير

مجموعة القفاري تدشن فرعين جديدين في جازان

GMT 12:39 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

التونسية أنس جابر تغادر بطولة هوبارت الأسترالية للتنس

GMT 22:16 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كارول سماحة تحيي حفل رأس السنة فيالأردن برفقة جوزيف عطية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq