رحاب إبراهيم وتقنيات السرد في أوطان عابرة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

رحاب إبراهيم وتقنيات السرد في "أوطان عابرة"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - رحاب إبراهيم وتقنيات السرد في "أوطان عابرة"

القاهرة ـ وكالات

الحديث عن الكاتبة رحاب إبراهيم محيّر، لم أكن محظوظاً إذ فاتني أن أقرأ مجموعتيها "شباك متحرك" و"بنت عمرها عشر دقائق". قرأت مجموعتها الأخيرة "أوطان عابرة" وتوقفت عند هذه الإزاحة التي ترتفع بالسرد إلى تخوم الشعرية كما في قصص قصائد: أوطان عابرة – رنة واحدة – كيوبيد يلهو – أبنائي اللقطاء، وغيرها، وقد صدّرت كلامي بهذا المقطع من قصة بعنوان "الأميرة النائمة". هي وأنتم بلاشك تعرفون الجدل الساري حول ماهية النص الجديد، وتعددت المسميات: النص القصة القصيدة قصيدة النثر، أنا أعتقد أن بعض كتابات رحاب إبراهيم وصابرين الصباغ ووسام جار النبي ومن قبلهم الراحلة نعمات البحيري في مجموعتها "ارتحالات اللؤلؤ" هي قصائد نثر بامتياز، لقد حاولت نعمات البحيري في مقدمتها للمجموعة، أن تفسر، أو تؤسس لهذا النوع من الكتابة الجديدة. تقول: على مدى خمسة عشر عاماً هي عمر الكتابة عندي أحسست أغلب تقنيات السرد صارت مملة ومثقلة بالتفاصيل، ثم سرعان ما يكتشف القارئ أن شرط الاستمرار في القراءة غير متوافر.. لم تكن القصص التي كتبتها في هذا النسق الجديد قد تجاوز عدد أصابع اليد الواحدة حين نشرتها في أخبار الأدب حتى انهال عليّ الأصدقاء يحدثونني عن إعجابهم بهذا الشكل، ورأيت أن بعضهم يحفظ هذه التجارب عن ظهر قلب، وكنت قد رأيت نفسي مشدودة للكتابة عبر هذا النسق، الذي يوسع لدي آفاق الوعي والمتعة والقبض على وهج التجربة والحياة. ثم صارت التجربة تفرز مع الوقت عدداً لابأس به من القصص بعنوان "ارتحالات اللؤلؤ"، وفيها فرض الشكل نفسه على الرغم من عدم القصدية، أو محاولة لتأسيس شكل جديد بوعي جديد وجماليات جديدة، غير أنني أدركت مع الوقت أنها صارت تراكم وعياً مختلفاً وجماليات مختلفة ودهشة مختلفة. رحاب أيضاً تريد أن تكتب شيئاً غير مسبوق، شيئاً تحبه، شيئاً يخصها، وهو ما فعلته في "أوطان عابرة". لقد غامرت بوضع يدها في الجرح، بل وحدقت في عين الميدوزا، غير آبهة بتحولها إلى حجر! شجاعة كأنها اليأس، أن تعاين الغربة عن الوطن، والاغتراب في الوطن، في مراوحة دائبة، تجعل المرء حاشية، تقطر بالأسى والحنين، عن كائن عابر يحيا على التفاصيل الصغيرة، حين يصبح الحاضر بارداً وقاسياً، كي لا تفقد الروح توهجها. تقول رحاب: إبرة.. تخدش الهواء بطرفها المسنون، خربشات عابرة بطول سقوطها حتى لحظة ملامستها الأرضية الباردة.. كان للصمت فقط الفضل في اكتشاف أمرها، وإحباط محاولتها الأخيرة للرحيل، شابكة طرفها في أي حذاء عابر إلى حيث تكمل طقس الصدأ وحدها دون إزعاج!! وتقول: الكلمات، أطفالي الذين لا ينتمون إليّ، أحبتي اللقطاء.. المشاكسون الذين لا يدرون عني شيئاً، ورغم مقالبهم المتكررة، والحشرات الصغيرة التي يدسونها عمداً في الأكياس، لتتقافز في وجهي، فإني لا أكرههم، بل أخشى مجرد رفع صوتي عليهم، فقد يخرجون ولا يعودون! هذا السرد الذي يرشح بالشعر، أو الشعر الذي يحلق بالسرد مقتصداً في التفاصيل، آخذاً منها فقط ما يبقي حضوره طاغياً في المخيّلة، مستعيناً بمقولة النفّري "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحاب إبراهيم وتقنيات السرد في أوطان عابرة رحاب إبراهيم وتقنيات السرد في أوطان عابرة



GMT 17:39 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 13:15 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 13:49 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ترامب يمنح ميدالية الحرية لأسطورة الغولف

GMT 09:10 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الفالح يؤكّد على أهمية منتدى الطاقة العالمي في الجزائر

GMT 04:58 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"وان بلس " تُطلق النسخة الجديدة من هاتف 6T McLaren

GMT 06:04 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد اللوز للقلب ويساعد على الرشاقة

GMT 13:12 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

مشروع قومي لرفع المعاناة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq