المندلاوي يكشف أهداف الدار العراقية وخططها الفنية المستقبلية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أكد لـ "العرب اليوم" استلهام أزيائه من حضارات الرافدين

المندلاوي يكشف أهداف الدار العراقية وخططها الفنية المستقبلية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - المندلاوي يكشف أهداف الدار العراقية وخططها الفنية المستقبلية

الدار العراقية للأزياء
بغداد - نجلاء الطائي

أكد مدير عام الدار العراقية للأزياء الدكتور عقيل المندلاوي، أنّ الدار العراقية للأزياء رائدة حركة ثقافية متجددة ومتفاعلة مع التاريخ والبيئة تعيد بناء الانتماء إلى الجذور، وتبحر في عالم الذاكرة الشعبية؛ لتشكيل الموروث الحضاري وتستنبطه عبر أشكال مرسومة من خلال الريشة والألوان والخيوط، تسر الناظر وتقدم دعوة إلى إحياء التراث ومقاومة اندثاره.

وأوضح المندلاوي، أنّ الرقم الطينية والأختام الاسطوانية والكتابة الأولى، وما قام بعد ذلك من حضارات المدن السومرية والأكدية والبابلية؛ دليل على الرغبة في ترك بصمة للأجيال المقبلة؛ لتسحر كل من يتذوّق الفن الأصيل ويقف أمامه في احترام وفخر لتلك الحضارات التي امتدت إلى عشرات القرون.

المندلاوي يكشف أهداف الدار العراقية وخططها الفنية المستقبلية

وأشار إلى أنّ "هذه الكنوز التي تعود إلى أزمنة عريقة استلهمتها الدار العراقية للأزياء في استعادات متكررة للبواكير؛ لتسقي من ذات الأرض الرافدينية المعطاء، ومن ينابيعها الأولى؛ ثمرة جهود الإنسان العراقي، وتتحول إلى نفائس وفي لحمة كل قطعة فنية وكل فكرة نرى معاناة الفنان في ولادة العمل العظيم".

وأبرز أنّ الدار العراقية للأزياء استعادت نهضتها ما بعد أحداث 2004 التي حولت نتاجها وجدرانها وممراتها إلى أنقاض وهياكل خاوية فضاع جزء مهم من انجازات الدار، مشيرًا إلى أنّه من خلال جهد الخيّرين من أبنائها؛ استخلصت من كل ذلك التاريخ المشرق ما أعاد الحياة إليها لتكون في حق سفيرة الحلم العراقي إلى الإنسانية جمعاء.

ولفت المندلاوي إلى أنّ الشيء الجديد الذي تشرع فيه الدار؛ تصميم أزياء حديثة تستلهم روح التراث، وستعمل على ادخال منافسين في هذا المجال؛ لتعزيز ثقافة اقتناء المواطن العراقي للمنتج الوطني، مضيفًا أنّ الدار تحتاج إلى بعض التسهيلات من وزارة "المال" لإنتاج الأزياء، مبرزًا أنّ الدار ستضيف بعض اللمسات المعاصرة إلى التصاميم الموجودة فيها؛ لبيعها إلى الشركات داخل وخارج العراق.

وبيّن أنّ الدار تسعى، وضمن خطتها لهذا العام إلى فتح باب التسويق داخل العراق وخارجه، وترويج الثقافة الإبداعية التي امتازت بها وإتاحتها لجميع الناس، كما سيتم افتتاح قاعة "الواسطي" التي تتيح تسويق اللوحات ومنتجات الدار من الخزف والسيراميك، مؤكدًا: "طموحنا أن تدخل الدار كمنتج ومصمم للموضة في العراق؛ لامتلاكها تاريخًا وخزينًا إبداعيًا كبيرًا؛ ولكنها تحتاج إلى الكثير من الإجراءات؛ كي تنفتح وترتقي في المنتج الوطني العراقي؛ ليتفوق على المنتجات الأخرى".
ونوه إلى أنّ  الدار افتتحت متحفها الدائم للأزياء العراقية التاريخية والفولكلورية التي تحمل صفة متحفية من حيث قدمها وكونها نتاج عمل يدوي ماهر أبدع فيه المصممون والخياطون في الدار "المتحف السادس" في بغداد، بعد "المتحف العراقي" و"المتحف الوطني للفن الحديث"، و"البغدادي" و"الطبيعي" ومتحف "عبد الكريم قاسم"، وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها في تاريخ الدار لانفتاحها أمام جميع متذوقي التراث والفولكلور.

 وذكر أنّه "سيعقب ذلك افتتاح القاعة المجاورة للمتحف؛ لتكون معرضًا دائمًا لمصنوعات الدار ومعروضاتها وهي الأخرى متاحة لكل الشرائح المجتمعية للارتقاء في الذائقة الوطنية والجمالية لأبناء شعبنا"، مردفًا أنّ الدار بدأت خطوة جديدة تتضمن افتتاح سوق لترويج منتجاتها من أزياء وإكسسوارات ولوحات تشكيلية وسيراميك ونحت وسيتم افتتاحه قريبًا، وفي خطوة ثانية سيتم إعادة افتتاح قاعة "الواسطي" ليتاح للفنانين التشكيلين عرض لوحاتهم مجانًا، حيث تتمكن العائلة العراقية من زيارة الدار والسوق العراقية للأزياء والمعرض التشكيلي لشراء هذه المنتجات.

وأفاد المصمم العراقي ميلاد حامد، أنّ الدار ستفتتح مركزًا للتدريب على فن التصميم تحت إشرافه، ويشمل: الخياطة والتطريز والعروض بحسب اختصاصات الدار، لافتًا إلى أنّ الدار نظمت الدورة التدريبية الأولى لتصميم الأزياء التي جرت في مبناها.

وأضاف حامد، أنّ هذه الدورة استغرقت ثلاث أسابيع، وضمت محاضرات عملية ونظرية في فن التصميم، وشارك فيها طلبة من معهد "الفنون التطبيقية"، موضحًا أنّ الطلبة أبدوا رغبة واستجابة كبيرة لما طرح في هذه الدورة، وأظهر بعض المتدربين تطورًا متميزًا ونوعيًا من خلال المعطيات الفنية التي أظهروها وشدت إليها الأنظار والإعجاب، لا سيما في مرحلة تصميم (الباترون)؛ عبارة عن تصميم ينفذ على الورق؛ لإنتاج التصاميم التي يرغب فيها المصمم.

وتابع أنّ 80% من المتدربين لديهم الرغبة الكبيرة في المشاركة ضمن الدورات المقبلة في فن التصميم؛ لتطوير مهاراتهم التصميمية ولزيادة معلوماتهم في هذا الفن.

والأزياء التي تقدمها الدار مستوحاة من حضارات وادي الرافدين وفق التسلسل الزمني لتلك الحضارات: الحضارة السومرية عام 3500 ق.م، الحضارة الأكدية عام 2350 ق.م، الحضارة الأشورية عام 650 ق.م، الحضارة الحضر عام 200 ق.م. مرورا في كل الأزمان وصولًا إلى أزياء فلكلورية تمثل التراث الشعبي العراقي، في امتداد زمني يصنع حضارة تمتد إلى ستة آلاف عام.

وتعد الأزياء جزءًا مهمًا من ثقافات الشعوب، لصفتها فنونًا فولكلورية، تختلف من بيئة إلى ثانية، ومن بلد الى آخر؛ لذلك تتنوع وتتشكل بحسب طبيعة وعادات وتقاليد هذا الشعب أو ذاك، وتعتبر الدار العراقية للأزياء علامة فارقة في الواقع الثقافي المعاصر للمجتمع العراقي.

وتأسست الدار العراقية للأزياء عام 1970، وهذا يعني أنّ عمرها بلغ 45 عامًا؛ لكن هذا لا يعني أنّ الدار شاخت وكبرت؛ بل لعلها مرت في حالة سبات مؤقت، بعد تراكم الظروف والأحداث منذ عام 1991 وحتى يومنا هذا، والمؤسسات الحية تجدد نفسها عادة بين فترة وأخرى؛ لتضمن الاستمرار والقبول.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المندلاوي يكشف أهداف الدار العراقية وخططها الفنية المستقبلية المندلاوي يكشف أهداف الدار العراقية وخططها الفنية المستقبلية



GMT 11:12 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

المصمم نجا سعادة من عالم الطبّ إلى تصميم الأزياء

GMT 08:19 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جيورجيو أرماني يؤكد أن الموضة كانت تحتاج إلى "وقفة"

GMT 00:49 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

5 إطلالات ساحرة لـ "جنيفر لوبيز" حملت توقيع زهير مراد

GMT 12:41 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 03:30 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

"شيرون بوغاتي" أقوى وأسرع وأغلى سيارة في العالم

GMT 23:23 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

إليسا تبعث برسالة نارية لحسن نصر الله

GMT 18:53 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

دزيري يؤكد أن الحظ خان فريقه أمام مولودية الجزائر

GMT 10:46 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

تحذيرات من أزمة مالية عالمية جديدة بحلول 2019

GMT 11:30 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم "Vitamin" على "MTV" مساء السبت

GMT 19:28 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تشيد بموهبة وفاء عامر في مسلسل "الطوفان"

GMT 01:29 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

10 دروس تعلمها مرشحو البرلمان من "الجردل والكنكة"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq