عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أضاف لطلابه روحًا من المرح والبهجة الممزوج بالمعرفة والفائدة العلمية

عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية

مدرس اللغة العربية عبدالله محمد مسلماني
دمشق - العراق اليوم

لتغيير الصورة التقليدية عن شيء ما عليك أن تبتكر وتخترع مايغير تلك الصورة وهذا ليس بالأمر السهل إذ يحتاج منك الكثير من الاجتهاد ، وحتى تكون مميزاً عليك أن تبتعد عن كل مايجعلك شبيها بالآخرين، عليك أن تستبدل المشهد التقليدي بمشهد فريد خاص بشخصيتك ، وهذا بالفعل مافعله مدرس اللغة العربية عبدالله محمد مسلماني الذي نجح في ابتكار أسلوب جديد لتدريس قواعد اللغة العربية ( علم النحو والصرف ) ، التي يعتبرها طلاب وطالبات التعليم الخاص والعام مادة جامدة تفتقد الحركة النابضة والحيوية فابتعد بها عن طرق التدريس التقليدية مضيفا لها روح المرح والبهجة الممزوج بالمعرفة والفائدة العلمية .

المدرس مسلماني يؤمن بأن مادة النحو يمكن أن تدرس بنفس الطريقة التي تدرس بها مادة الرياضيات ، أي أنها من الممكن أن تكون مادة قابلة للفهم والتحليل وليس فقط للحفظ والتلقين.وفي حوار معه أوضح أنه من مواليد حلب عام ١٩٦٠ نشأ في منطقة اسمها الشعار إذ تلقى في مدارسها تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي ، تأثر بالعلامة محمد الأنطاكي الذي جعله بأسلوبه المرح يعشق مادة اللغة العربية فأخذ منه طرائق تدريس علم النحو والصرف ومايلوذ به من علوم .وفي عام ١٩٨٠ عمل مدرساً في معهد العودة الخاص وكان حينها لم يتخرج من جامعة حلب بعد ، إذ كان يعمل ويدرس كي يؤمن مصاريف الدراسة الجامعية ولقد استطاع باجتهاده أن يكسب قلوب المدرسين ويكون له اسم بين عمالقة التدريس بالرغم من صغر سنه لذلك لقب ب "المدرس الفرخ ".مسلماني مازال حتى يومنا هذا يعتبر مرحلة عمله في معهد العودة محطة ذهبية مكنته من أن يتعرف إلى نخبة من المدرسين العباقرة وينهل من خبرتهم في شتى المجالات ، بالإضافة إلى أن مجالستهم ومخالطتهم جعلته يطور ويبتكر أسلوباً مختلفاً لتدريس مادة اللغة العربية باستخدام وتطويع الألحان الموسيقية لتناسب قواعد اللغة العربية وشرحها عن طريق الغناء،

-وبالشرح المفصل عن تلك المرحلة يضيف مسلماني فيقول : عندما كنت أعمل في معهد العودة تعرفت إلى مدرسين قديرين حاولت قدر الإمكان أن أراقب أساليبهم في التدريس وأتعلم منهم ، ثم بعد أن تخرجت في جامعة حلب بدأت بإيجاد أسلوب خاص بي لأدرس مادة اللغة العربية لذلك كنت ألجأ إلى تأليف القصص ( أي أدرس مادة النحو بأن أروي قصة من تأليفي يكون أبطالها، لام النهاية،و الفعل، والفاعل ، والمضاف إليه، وحروف الجر والنصب .وكان وإن وأخواتهما . الخ ) .

وفي عام ١٩٩٠ بدأت بتلحين قواعد اللغة العربية كي أجذب الطالب وألغي الفكرة السائدة عن حصة مادة اللغة العربية بأنها مملة وجامدة بأن أحيلها إلى مادة مرنة تستحوذ على الأحاسيس ، فلقد انتبهت بأني إن اتبعت طريقة أساتذتي التي تعتمد على التلقين وحفظ القاعدة كماهي ، سوف أقود الطالب إلى نفس النتيجة التي وصلت إليها أنا وزملائي عندما كنا طلاباً إذ كانت حصة مادة اللغة العربية تشعرنا بالسأم والملل ، لذلك أردت من خلال مزج الموسيقا أن أكسر حاجز الملل وأن أغير الفكرة السائدة لدى طلاب العصر الحديث عن مادة اللغة العربية،كون طالب القرن العشرين يختلف تماماً في ميوله واتجاهاته عن طالب القرن التاسع عشر .

-وعن أسلوبه الذي ابتكره يتابع المدرس مسلماني فيقول : أسلوب تلحين القواعد النحوية أسلوب خاص بي ، إذ أقوم بتحويل الفصل إلى "كورال نحوي" فألقنهم درس النحو مستخدما الأنغام الموسيقية والألحان المختلفة ويشارك الطلاب بشكل كامل بالغناء معي وبالفعل هذه الطريقة تمنح الحصة الحركة والحيوية والنبض فضلاً عن أنها تشد الطالب وتجعله يحفظ القواعد بسرعة ، وأنا لا أبالغ إن قلت: إني المدرس الوحيد الذي يستخدم هذه الطريقة في إعطاء مادة النحو لطلاب وطالبات التعليم الإعدادي والثانوي في مدينة حلب منذ أكثر من ٣٠ عاما ، وماحفزني على ابتكار هذا الأسلوب مايسمى لدينا بالعامية في مدينة حلب (عداوة الكار ) إذ أردت أن أصنع شيئا أختلف به عن بقية مدرسي اللغة العربية حتى أولاً أن أتميز وألفت النظر إلى شخصيتي وثانيا كي لاأكون رقمت عاديا بين مدرسي اللغة العربية ولقد اجتهدت كي أكون مختلفاً ، وبالفعل لاقت طريقتي هذه النجاح وأصبح الطلاب يتسربون من الحصص الدراسية المخصصة لهم كي يحضروا حصتي التي تنبعث منها الموسيقا الممزوجة بالمعرفة والعلم ، مبينا بأن الطلاب في المدارس العامة والخاصة يواجهون صعوبة في فهم قواعد اللغة العربية لذلك بأسلوبه هذا استطاع بناء جسر قائم على التفاهم والتناغم ،

وفي ضوء ماقيل نجد أن مسلماني امتاز بمرونة المغامر الذي لايعرف اليأس أو الاستسلام ولايتوقف عن التجريب والبحث، فتمكن من أن ينقش له اسماً في عالم التدريس بإعادة بناء وتشكيل الصورة التقليدية مستخدماً ألوانه المختلفة من أنغام الموسيقا وإيقاعاتها المنوعة .. فكان نموذجاً لمدرس غير الفكرة السائدة عن مادة اللغة العربية وصنع باللحن والموسيقا علاقة قائمة على الإغواء لا التلقين بحيث استحوذ بها على عقل وقلب الطالب فإذا به فنان علم الصرف والنحو .

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

مُعلم سعودي يُقدم دروس اللغة العربية لتلاميذه من "سرير" المستشفى

"بيان" جائزة جديدة من "إيسيسكو" للإلقاء التعبيري باللغة العربية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية عبدالله مسلماني يطوّع الألحان والموسيقى لتدريس قواعد اللغة العربية



GMT 21:10 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

تطبيق "زووم" يطلق تأثيرات وجه جديدة لمستخدميه

GMT 08:07 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"إتيكيت" التعامل في المطار في ظل الإزدحام الشديد

GMT 16:20 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

منظمة أوبك تعلن إرتفاع إنتاج نفط العراق

GMT 04:19 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي ترد على مشكلة أحمد سعد وسمية الخشاب الأخيرة

GMT 09:53 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبد الباقي ينفي شائعة انفصاله عن "مسرح مصر"

GMT 00:58 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

صبرى فواز ضيف كاميرا دور على "ميجا إف إم"

GMT 16:23 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

2.9 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 16:07 2018 الأحد ,11 آذار/ مارس

سائحة أجنبية تلِد على إحدى شواطئ دهب

GMT 17:17 2018 الأحد ,04 شباط / فبراير

كيفية التعامل الأمثل مع مخاوف الطفل
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq