المشهد الثقافي المغربي يعاني اضطرابًا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

الكاتب محمد جبرون لـ"العرب اليوم":

المشهد الثقافي المغربي يعاني اضطرابًا

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - المشهد الثقافي المغربي يعاني اضطرابًا

الكاتب المغربي محمد جبرون
الرباط – جمال أحمد

الرباط – جمال أحمد اعتبر الكاتب المغربي محمد جبرون أن المشهد الثقافي المغربي يعاني كثيرا من الاضطراب والتبيان في الإنتاج الأدبي والفكري على المستويات جميعها. وأوضح الكاتب محمد جبرون، الذي له مؤلفات عدة في المجال الفكري والتاريخي، أن هناك تهميشا كبيرا، ربما غير مقصود، لأجناس ثقافية جادة مثل الأدب والشعر عن المتابعة الإعلامية وفي الأوساط الراعية للمجال الثقافي المغربي، في حين هناك اهتمام بأجناس ثقافية وصفها بـ"التافهة".
وأرجع الكاتب، الذي سبق له الفوز بالجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية التي يمنحها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2012.، في تصريح لـ"العرب اليوم" عدم التوازن هذا إلى اعتبارات عديدة بعضها سياسي، مشيرا إلى أنه آن الأوان للقطع مع اختلالات شابت التدبير الثقافي في السابق لا سيما من خلال إيجاد قنوات تواصل بين المبدعين والمثقفين والجمهور الطامح لمزيد من الارتواء الثقافي على مستويات عدة.
وقال محمد جبرون، وهو عضو في الجمعية المغربية للبحث التاريخي، والفائز بجائزة دبي الثقافية عام 2009 عن موضوع "الحوار الثقافي مع الغرب وسؤال الكيف"، في صيغة عتاب أخوي "لا يعقل أن يفوز رجل في مسابقة غنائية، مع احترامنا للموهوبين، وتقام له الدنيا ولا تقعد، وفي المقابل يفوز مثقف بجائزة علمية مهمة، ولا ينتبه إليه أي أحد.
ولم يَفُت الكاتب المغربي محمد جبرون تسجيل أن الإنفاق الحكومي على الثقافة ضعيف باعتبار أنه لا يحظى بالأولوية على المستوى العربي عموما والمغربي خصوصا، معتبرا أن الشأن الثقافي لا يوجد ضمن الترتيب المستوفي للشروط النهضوية من خلال تأخره في ترتيب قضايا الدول العربية برمتها.
واستطرد بالقول وفي استحضار للبعد التاريخي والاجتماعي "مهما يكن، فالمغاربة وكما عودونا تاريخيا في جملتهم عصاميين، يعولون على قدراتهم وإمكانياتهم البسيطة".
ويرى الكاتب المغربي أنه من أجل إعطاء زخم للفعل الثقافي ينبغي الاهتمام بالبحوث الثقافية وتلك المتعلقة بالمجالات الثقافية من شعر ومسرح وفنون تشكيلية، وكذا ربط علاقة وثيقة مع البحث الاجتماعي حيث قال إنه "يبدو أن البحوث الاجتماعية الرصينة لا زالت متأخرة في المغرب مقارنة بغيرها من مجالات البحث".
وجوابا عن سؤال عن أسباب هذا التأخر، قال الكاتب المغربي محمد جبرون إن التكوين المنهجي للباحثين المغاربة من جهة والإمكانات المادية من جهة ثانية، والعوائق القانونية من جهة ثالثة كلها عوامل تحول دون تقدم البحوث الاجتماعية.
ويعرف عن محمد جبرون عشقه لمدينته شفشاون التي تعرف فيها على الحضارة الأندلسية وعلى عبق التراث المادي للمغاربة وهو ما أهله للاهتمام أكثر بالتاريخ المغربي وبالإنتاجات الثقافية للأدباء والمفكرين المغاربة خصوصا من شمال المملكة والذين أثروا المكتبة المغربية والعربية بمؤلفات عدة في ميادين مختلفة.
وعن مدى علاقته بمدينته شفشاون وتأثيرها في مساره العلمي، وهو رئيس الجمعية المغربية للثقافة الأندلسية، قال الكاتب محمد جبرون إن مساره العلمي تولد من تنشئة اجتماعية وثقافية وسياسية ركزت في خلده على حب هذه الأمة الموريسكية العربية، والرغبة في رؤيتها ناهضة، شامخة بين أمم الأرض.
وأشار إلى أن بحثه العلمي، وكتابته الفكرية والثقافية كلها محكومة بشروط نهضوية، والحرص على إرشاد الأمة العربية إلى سبيل رشادها، وفي السياق نفسه نزع سبل التوتر الثقافي من حياتنا المعاصرة.
وعن اهتماماته المستقبلية، كشف أنه يسعى في كل أعماله الفكرية والبحثية المختلفة سواء المتعلقة بالمجال التاريخي أو الاجتماعي إلى تقديم دراسات نوعية وتحريرية، تحسم في الكثير من القضايا العالقة في الفكر السياسي العرب والإسلامي، مبرزا أنه في هذا السياق يندرج انشغاله في الشهور الماضية ولا يزال مستمرا في العمل بـ"مفهوم الدولة الإسلامية"، الذي سيصدر في شكل كتاب في الشهور القليلة المقبلة.
 يذكر أن محمد جبرون يشغل أستاذا للتعليم العالي في مجال التاريخ وهو باحث ضمن فريق بحث وحدة الدراسات المستقبلية التابع لمكتبة الإسكندرية، وكاتب في عدد من المنابر الإعلامية المغربية والمصرية والدولية.
 ومن الأعمال المنشورة للكاتب مؤلفات "الفكر السياسي في المغرب والأندلس في القرن الخامس الهجري"، و"المعرفة الإصلاحية الإسلامية: واقع التقليد ورهانات التجديد"، و"الحداثة"، و"إشكالية الوظيفة الدينية في الدولة المعاصرة"، و"فصول من تاريخ المغرب والأندلس".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشهد الثقافي المغربي يعاني اضطرابًا المشهد الثقافي المغربي يعاني اضطرابًا



GMT 21:48 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 03:43 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علماء يتوصلون إلى رسم تصوري دقيق لتجسيد أشرس الديناصورات

GMT 21:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

كليب "أضحك أنت" لحميد الشاعري يحقق أكثر من مليون مشاهدة

GMT 12:45 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

إرتفاع أسعار النفط ومؤشر برنت يقفز إلى فوق الـ 56 دولارا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq