محمد غالي يؤكد أنه بدأ محاولاته لصنع السمسمية منذ الثمانينات وحتى الآن
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تشبه القيثارة وتُصنع من الخشب الزان والأوتار المعدنية

محمد غالي يؤكد أنه بدأ محاولاته لصنع "السمسمية" منذ الثمانينات وحتى الآن

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - محمد غالي يؤكد أنه بدأ محاولاته لصنع "السمسمية" منذ الثمانينات وحتى الآن

السمسمية" كانت سلاحًا للمقاومة الوطنية ضد العدوان الثلاثي على مصر
القاهرة - العراق اليوم

بعدما استحالت ورشته لصنع "السمسمية" ركامًا في شباط/فبراير، لم يتخيل الحرفي المصري محمد غالي أنه سيرى بعد أشهر قليلة قيام مركز ثقافي جديد مكرس لهذه الآلة الموسيقية التي ترجع جذورها إلى الفراعنة.

ويُعتقد أن آلة "السمسمية" التي تشبه القيثارة وتُصنع من الخشب الزان والأوتار المعدنية، تحمل جذورًا مصرية قديمة خصوصًا مع ظهورها في بعض الزخارف المنقوشة داخل المقابر الفرعونية.

اقرا ايضا

"النخلة العربية" تبحث عن مكان لها في قائمة التراث الثقافي العالمي

ويعتبر غالي الذي يعمل نجارًّا، واحدًا من آخر الحرفيين في مصر الذين يحافظون على التراث الثقافي لهذه الآلة الموسيقية من خلال ورشته التي أطلق عليها اسم "التراثية".

ويقول لوكالة فرانس برس، "إنها آلة ساحرة، تنادي مثل الندّاهة وانا أجيب". وخلال القرن الماضي في مصر، ارتبطت "السمسمية" ذات الهيكل المثلث الشكل، بالمدن الساحلية المطلة على قناة السويس، وخصوصا بورسعيد.

وقد جلبها عمال نوبيون خلال حفرهم قناة السويس، المجرى الملاحي المصري الشهير الذي يربط البحرين الأحمر والمتوسط.

وفي أيار/مايو الماضي، احتفلت قناة السويس بمرور 150 عامًا على تدشينها رسميا في 1869.

وعادةً ما يعزف على "السمسمية" في "الضمّة" اي تجمعات، ويغني الموسيقيون فيما تكون الآلة الوترية مصحوبة بإيقاع الطبلة والدف.

وفي منطقة سوق السمك الشهيرة في مدينة بورسعيد، وبينما كانت الجرّافات تحيط بورشته، نظّم غالي البالغ 52 عاما "الضمّة" الأخيرة قبل أن تهدم ورشته في الليلة نفسها ليقام مكانها مركز تجاري.

وعلى ركام الورشة، وقف الرجال من جميع الأعمار يعزفون ويغنّون ويرقصون طوال الليل.

وناشد غالي السلطات لإنقاذ ورشته وهي بمثابة جمعية للفنون الشعبية تحت مسمى "التراثية" يقصدها العديد من الموسيقيين وحيث تُصنع آلات "السمسمية" منذ أكثر من عقد، ولكن دون جدوى.

وبعد أسابيع من فقدانه ورشته، أمّن غالي مكانًا جديدًا لـ"التراثية" وهي جمعية للفنون الشعبية أسسها في العام 2005 وكرسّها لهذه الآلة.

وتحت اشراف "التراثية"، أسس غالي "كنال 20" بالقرب من ميناء بورسعيد، ليكون بمثابة متحف ومركز ثقافي لتعليم حرفة النجارة ونقل تراث "السمسمية" للجيل الجديد.

كان الإطفائي إبراهيم عوض البالغ من العمر 35 عاما، والذي عشق "السمسمية" في سن مبكر، موجودًا في الليلة المؤثرة التي اضطر غالي إلى إغلاق ورشته خلالها.

ويتحدث عوض لوكالة فرانس برس عن عشقه لـ "السمسمية"، قائلا: "ما يهم، وما كان يعجبني هو الروح .. الموضوع ليس في فريق يعزف ومطرب يغنّي".

وفي العام 1956، عندما شنت القوات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية هجومًا على مصر بعد تأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر لقناة السويس، كتب المصريون أغاني وطنية مستوحاة من دفاعهم عن القناة، وأصبحت "السمسمية" سلاحًا موسيقيًا للمقاومة الوطنية.

وخلال هذه الحرب، دُمرت بورسعيد وكانت مركزا تجاريا عالميا يطل على البحر المتوسط ويضم جاليات كبيرة من الفرنسيين واليونانيين واليهود والايطاليين.

في العام 1967 عندما احتلت إسرائيل سيناء، كانت أسرة غالي من بين آلاف السكان الذين نزحوا إلى مناطق أخرى في مصر، لكن غالي لم ينس جذوره في بورسعيد.

وقال "خلال التهجير كنت أسمعها (السمسمية) على الإذاعة وهذا ما جعلني أقع في حبهاـ كنت بعيدًا عن مدينتي بورسعيد وذلك ما ترك أثرا بداخلي"، وفي الثمانينات بدأ غالي محاولاته لصنع "السمسمية".

وبعدما طلب موسيقيّ من غالي أن يصنع له واحدة، قرر استخدام مهاراته في النجارة لصنع "السمسمية" بشكل احترافي اعتبارا من العام 2003.

وقال "عندما أصنع الآلة، فإما أن يكون مزاجي جيدًا أو حزينا. وأنجز أفضل الآلات حين أكون متضايقًا للغاية".

إيمان حدّو شابة مصرية تبلغ من العمر 20 عامًا، هي جزء من الحشد الصغير الذي يتجمع في "كنال 20"، حيث يعرض غالي صوراً قديمة لأسماء تاريخية في مجال "السمسمية".

وقعت حدّو فورًا في حب "السمسمية" عندما كانت في مرحلة المراهقة بعد حضورها حفلًا موسيقيًا مع والدها.

وتقول "سمعت السمسمية للمرة الأولى منذ حوالى سبع سنوات. كان الأمر غريباً للغاية بالنسبة لي ، لم يسبق أن رأيتها من قبل".

وتضيف في تصريح لوكالة فرانس برس "لقد تساءلت أيضاً لما يعزفها الفتيان فقط .. أين الفتيات"، ويعتبر معظم عازفي "السمسمية" من كبار السن من الرجال.

وقبل عام ، بدأت حدّو أول جوقة نسائية في العالم العربي لعزف "السمسمية" تحت اسم "أمواج".

وتوضح: "في ثقافتنا الشعبية، كانت الفتيات يرقصن على أنغام السمسمية، لكن لم يكن من المتوقع أن يقمن بالعزف، لذا فكرت لماذا لا أشكل فرقة فتيات".

ويتدرب فريق الفتيات ثلاث مرات أسبوعيًا في "كنال 20" وقد تمت دعوته للمشاركة في مهرجانات موسيقية.

وتؤكد حدّو "نريد أن نظهر لمحبي الموسيقى أن السمسمية ليست للرجال فقط، وأن النساء يمكن أن تعزفها بشكل جيد وأن ينجحن في ذلك"، وقالت "نريد أيضًا أن ننقذ تراثنا".

قد يهمك ايضا

شوقي علام يؤكد دور المؤسسات الدينية في الحفاظ على التراث الإسلامي

الجامعة العربية تدعو لحماية التراث الثقافي العربي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد غالي يؤكد أنه بدأ محاولاته لصنع السمسمية منذ الثمانينات وحتى الآن محمد غالي يؤكد أنه بدأ محاولاته لصنع السمسمية منذ الثمانينات وحتى الآن



GMT 00:49 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

5 إطلالات ساحرة لـ "جنيفر لوبيز" حملت توقيع زهير مراد

GMT 12:41 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 03:30 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

"شيرون بوغاتي" أقوى وأسرع وأغلى سيارة في العالم

GMT 23:23 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

إليسا تبعث برسالة نارية لحسن نصر الله

GMT 18:53 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

دزيري يؤكد أن الحظ خان فريقه أمام مولودية الجزائر

GMT 10:46 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

تحذيرات من أزمة مالية عالمية جديدة بحلول 2019

GMT 11:30 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم "Vitamin" على "MTV" مساء السبت

GMT 19:28 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تشيد بموهبة وفاء عامر في مسلسل "الطوفان"

GMT 01:29 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

10 دروس تعلمها مرشحو البرلمان من "الجردل والكنكة"

GMT 20:10 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

7 مشتركين يتأهلون للتصفيات المباشرة من "أرب ايدول"

GMT 08:11 2016 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

كيف تحمين طفلك من الابتزاز الالكتروني؟

GMT 13:54 2014 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

عبارات حماسية فعالة تحفزك لأداء تمارين اللياقة

GMT 18:01 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قناة شنبو تعرض مسلسل "الأسطورة" كفيلم سينمائي حصريًا

GMT 14:13 2015 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

صراع إكوادوري على لاعب "النصر" أرماندو ويلا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq