تونسي كفيف يعزف على الأورغ ويطمح في أن يصبح من كبار الموزعين
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تطور الموهبة لديه دفع بوالده إلى تسجيله في معهد للموسيقى

تونسي كفيف يعزف على الأورغ ويطمح في أن يصبح من كبار الموزعين

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - تونسي كفيف يعزف على الأورغ ويطمح في أن يصبح من كبار الموزعين

تونسي كفيف يعزف على الأورغ
تونس - العراق اليوم

دائما ما تأخذ الإنجازات العظيمة أو قصص النجاح الشهيرة منحى آخر حينما يتعلق الأمر بشخص تحدى إعاقة ما، سواء كانت هذه الإعاقة منذ الولادة أو حصلت في منتصف الحياة بسبب حادث أو ما شابه.

ويعتبر كثيرون أن بيتهوفن من أكثر الشخصيات الملهمة في القرن العشرين، فرغم فقدانه حاسة السمع لكنه استطاع أن يصبح واحدًا من عباقرة الموسيقى.

ولد أسامة في محافظة صفاقس جنوب شرقي تونس في تموز/يوليو سنة 2000  فاقدا للبصر كليًا، تقبل الأمر كان صعبًا على والديه منذ البداية، لا تزال والدته تتذكر تفاصيل ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه أن ابنها فاقد للبصر، تقول والدته: "لا أنسى ذلك اليوم أبدًا، اتصلت بزوجي فحضر إلى العيادة ودخلنا معا إلى الطبيب الذي رمى بتلك الكلمة القاسية في وجوهنا (ابنك أعمى)، أثارت تلك الكلمة داخلي حالة من الحزن الرهيب حتى أن سيارة في الطريق العام كادت أن تصدمني أنا وابني معا".

اضطر فيصل والد أسامة إلى الانتقال إلى العاصمة تونس حتى يتمكن من تسجيل ابنه في معهد للمكفوفين، يقول فيصل والد أسامة، إن التعامل مع المكفوفين هو سهل ومعقد في الآن معًا يجب التعامل مع المكفوف على أساس أنه شخص عادي مثله مثلك لا تساعده إلا إذا طلب المساعدة لأن شعور الشفقة هو من أكثر الأشياء التي تؤثر فيهم، ففي بعض الأحيان عندما أريد مساعدة أسامة في شيء ما يرفض بشكل قاطع".

عشقه للعزف بدأ منذ الصغر
بدأت علاقة أسامة وتعلقه بالعزف والموسيقى منذ كان صغيرًا، وكان لوالده دور كبير في تطوير مواهبه كما أنه ومن خلال هذه الملكة تمكن من تكوين شبكة كبيرة من العلاقات من ميادين الفن والصحافة. 

الفن لا يحتاج عيونا
يقول أسامة: "الفن لا يحتاج عيونًا ليرى بها والمكفوف أو الحامل لإعاقة لا يشعر بالنقص إلا إذا ساهم العالم الخارجي في خلق هذا الإحساس لديه، لقد خلقنا الله سواسية، فهناك من يمتلك حاسة البصر ولكنه مكبل بأشياء أخرى وكثيرون يحملون إعاقة ولكنهم أبدعوا في مجالات عديدة وأثبتوا أن الإعاقة تكمن في الفكر والعقل وليس في عضو من أعضاء الجسد".

يرى أسامة أن الفنون بشكل عام تولد داخليًا ثم تترجم خارجيًا في شكل أعمال مختلفة مثل الرسم والعزف والغناء، تطور الموهبة لديه دفع بوالده إلى تسجيله في معهد للموسيقى وسط العاصمة أين تمكن أسامة من الدخول إلى العالم الذي تمنى دائما الانتماء إليه والذي يعج بالفنانين والطلبة والآلات الموسيقية.

يقول أسامة في معرض حديثه: "طه حسين الكاتب الكبير قال مرة باريس عاصمة النور لكنه لم يراها يومًا وأنا أقول أن آلة الأورغ آلة جميلة جدًا وتصدر أصواتًا رائعة وقادرة على أن تحلق بي إلى عوالم أخرى سأحقق بها أحلامي يوما ما".

التحدي سر نجاحه
 نجح أسامة مؤخرًا في الحصول على الاحتراف الفني اختصاص العزف على آلة الأورغ، كما أنه بصدد التحضير لاجتياز امتحان الباكالوريا العام المقبل والذي يعول عليه أسامة كثيرًا من أجل تطوير مستواه المعرفي والانتقال إلى مرحلة أخرى من حياته .

يمتلك أسامة حساب فيسبوكي يعرف فيه بنفسه وبنشاطاته التي يقوم بها، إضافة إلى صور له وهو يعزف إضافةً إلى مقاطع فيديو تصور عزفه لبعض المقاطع الغنائية الصعبة والتي يكون في بعض الأحيان صحبة والده الذي يعتبر عازف عود محترف.

اليوم بفضل التطور التكنولوجي وابتكار تطبيقات لمساعدة المكفوفين أصبح بإمكان أسامة تأسيس حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي والرد على الرسائل وأيضا كتابة تدوينات ونشرها.

أطمح في أن أصبح من كبار الموزعين
يقول أسامة: "أطمح في أن أصبح من كبار الموزعين في العالم العربي ولما لا في العالم"، وطموحه هذا دفعه إلى تكوين ثقافة واسعة عن هذا المجال ويرى أن أفضل ميزة يمتلكها هي التحدي: "أنا سعيد لأنني أعتبر نفسي فنانا و الفن هو أفضل النعم التي منني الله بها و لتحقيق طموح ما في مجال يجب أن تكون صاحب عزيمة قوية و يجب أيضا أن تمتلك قدرة تحد كبيرة لمجابهة المصاعب".

منذ سنوات تحاول الدولة التونسية الاهتمام بذوي الاحتياجات الخصوصية، حاملي الإعاقات وأيضا المكفوفين وفي كل يوم تثبت هذه الشريحة من المجتمع قدرتها على تقديم الإضافة للمجتمع خاصة بالنظر إلى نجاحاتهم الرياضية والتي كان آخرها حصول المنتحب التونسي للمعوقين على 18 ميدالية ذهبية في بطولة "فزاع" الدولية الحادية عشرة لألعاب القوى لأصحاب الهمم التي أقيمت في شباط/فبراير 2019 في دبي، وتمكنهم بفضل العزيمة وتحدي الواقع من الدخول في تحديات  كبيرة ونجاحهم فيها.

قد يهمك ايضا

"لورنس العرب" يأتي في المرتبة الأولى لأفضل أفلام القرن العشرين

المتحف الفلسطيني يعقد أولى فعالياته العامة بالتعاون مع دار الفنون في عمان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونسي كفيف يعزف على الأورغ ويطمح في أن يصبح من كبار الموزعين تونسي كفيف يعزف على الأورغ ويطمح في أن يصبح من كبار الموزعين



GMT 09:45 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

سياحة إفتراضية على متن مركب شراعي في أسوان

GMT 20:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 21:28 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 15:16 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حفل توقيع المجموعة القصصية "عود بخور" بمكتبة "ألف"

GMT 09:51 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

تفاصيل " المندرة " عمل مسرحي عن "كورونا"

GMT 12:06 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

"الغارديان" تكشف عن وقائع الاغتصاب في سجن أبو غريب

GMT 04:41 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ريهانا تثير الجدل مجددًا بإطلالة غريبة تظهر رشاقتها

GMT 06:19 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

هديل العزاوي تنصح الفتيات بالخروج دون "ميك آب"

GMT 08:42 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

استمتع بقضاء شهر عسل في مدينة التسلية والتسوق ميامي

GMT 22:30 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

قصات شعر للوجه المثلّث..

GMT 06:50 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

عواصف شتوية عاتية تضرب خمسة ولايات أميركية الأحد

GMT 17:58 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

منتخب يد تونس يهزم اليابان في بطولة يالو كاب السويسرية

GMT 15:14 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

7 علامات من السنّة تعرف بها "ليلة القدر"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq