الإسلام ليس القضية الحقيقية التي يواجهها الغرب في أفريقيا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

الإسلام ليس القضية الحقيقية التي يواجهها الغرب في أفريقيا

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الإسلام ليس القضية الحقيقية التي يواجهها الغرب في أفريقيا

لندن ـ ماريا طبراني

أصبح الساحل  الافريقي من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر حلم المتشددين اليوم، على الرغم من توجه الجيش الفرنسي في الآونة الأخيرة الى تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي وحلفائه في شمال مالي ، إلا أن التهديد الناتج عن اختباء اعداء الغرب في ملاذ آمن لن ينتهي عند هذا الحد في أي وقت قريب. وعلى الرغم من أن الميليشيات اختفت عن الأنظار لبعض الوقت، إلا أن المعارك في الجزائر ومالي تشير إلى أن هناك كوارث أكبر ، فقد أصبحت منطقة الساحل ، ذات المراعي الواسعة شمال خط الاستواء ، أحدث مواقع حرب الغرب ضد المتشددين الاسلاميين . وتعتبر خطط فرنسا لسحب قواتها التي يبلغ عددها 4 ألاف جندي من مالي في أواخر أذار/ مارس سابقة لأوانها، اذ ان طائرات الاستطلاع الامريكية والمقاتلات الفرنسية لن تكون كافية للحفاظ على السلام في منطقة الساحل التي تضم موريتانيا وجنوب الجزائر وشمال مالي وتشاد والسودان ، وكذلك الصومال ، وكما بدا الغزو الإثيوبي العام 2006 ، الذي كان مدعومًا من الولايات المتحدة ، وكأنه هزيمة تامة للإسلاميين، الا ان المسلحين عادوا بعد ستة أشهر ، لشن حرب في إثيوبيا. ولكن السؤال كيف يمكن للغرب تفادي تكرار هذا النمط ؟ من خلال فهم الأسباب الجذرية للمشاكل التي يعانيها الساحل. أولا ، دول عدة في هذه المنطقة ضعيفة جدا، إن لم تكن فاشلة تمامًا. الولاءات العرقية والدينية أكثر إلزامًا لهذه الشعوب من الهوية الوطنية. بعد استغلال هذه العلاقات والأهمية المتزايدة للهوية الإسلامية العالمية ، تم نقل المقاتلين الأجانب من المنطقة التي تهاجم بالطائرات  من دون طيار في أفغانستان وباكستان الى  أراض في شمال أفريقيا. هذه العوامل تزيد من الفجوة الدينية التي تمتد على طول الساحل الجنوبي ، أي 700 ميل الى الشمال من خط الاستواء في الخط العاشر حيث الطقس والجغرافيا وقرون من الهجرة البشرية ، وحيث يتقابل 500 مليون مسلم في شمال أفريقيا مع 500 مليون مسيحي في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية. ليس هناك شيء جديد حول التعايش بين المسلمين والمسيحيين في هذه المنطقة التي يعود تاريخها إلى القرن السابع الميلادي. وليس هناك اي جديد عن ظهور نموذج الإسلام السياسي الذي يثير الصراع بين كل من المسيحيين والمسلمين وهو الصراع التقليدي. فمنذ أن أطلق مهدي محمد أحمد الجهاد في القرن التاسع عشر ضد البريطانيين في السودان ، شهد الإسلام فترات من الانتعاش والتمرد في أفريقيا. ما ظهر بشكل أوضح في الوعي العام هو الشعور بأن أفريقيا هي منطقة ذات اهتمام استراتيجي للغرب. بدلا من أن تكون مكانا يسبب الحروب الأهلية والمجاعات أو يحتوي على مخلفات الاستعمار ، ونحن الآن ندخل عصرا يصبح فيه تدخل القوى الغربية في هذه المنطقة هو تدخل مباشر لحماية مصالحها. واحدة من المصالح الحيوية لأفريقيا ، والتي ترتبط بزيادة التشدد ، هو تغير المناخ. وتتجلى هذه الظاهرة أكثر مما كانت عليه في منطقة الساحل وتتزايد بشكل أكثر تطرفًا في أفريقيا ، وهناك الآن المزيد من الناس الفارين من هذا الطقس وهم أكثر من الفارين بسبب الحرب. العديد من هؤلاء اللاجئين هم من البدو الرحل الذين يواجهون الحياة الخطره . وفي شمال أفريقيا ، معظم السكان من المسلمين. وتم استبدال المياه والمراعي بالكثبان الرملية ، وتجبر هذه الطبيعة  البدو في منطقة الساحل على استخدام وسائل مختلفة للبقاء ، مثل تهريب الكوكايين والسجائر إلى أوروبا عبر الطرق القديمة ، أو الانضمام إلى جماعة مسلحة أخرى. مشكلة آخرى تنتشر في جميع أنحاء القارة السمراء ، وهي أن البدو المسلمين يدفعون الجنوب نحو الاستقرار في الأرض ، والتي يمتلكها المزارعون المسيحيون. في كثير من الأماكن ، ما بدأ كمعركة محلية على الأراضي والمياه ومعركة عالمية دينية. في السودان ، على سبيل المثال ، سلح النظام الإسلامي البدو المسلمين لدفع الجنوب من أجل البقاء على قيد الحياة مثلما دفعوا الخرطوم الى تأمين حقوقها في النفط. ويعتبر النفط الموجود بكثرة في هذه المنطقة هو اللعنة المعروفة التي تؤدي إلى مفارقات غريبة في الحكومات مثل نيجيريا وتشاد والتي تتلقى مليارات الدولارات من العائدات كل عام ، ولكنها تفقر مواطنيها. وعلى رغم الثروة الهائلة ، لا توفر هذه الدول حماية لحقوق معظم مواطنيها مثل البنية التحتية الأساسية من الطرق والمياه والكهرباء والتعليم. وينتقل المسلمون والمسيحيون مرة أخرى إلى المساجد و الكنائس المحلية لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة. ويغذي الفساد الناتج عن الحكومات في كل أنحاء المنطقة التمرد أيضًا باسم الإسلام. خلال الحرب الباردة ، خاض الغرب معارك بالوكالة ضد السوفييت في كل أنحاء أفريقيا. في بعض النواحي ، الفراغ الذي خلفته الحرب الباردة وراءها فتح المزيد من التنافس السياسي بين الإسلام والغرب. وأكبر خطأ وقع فيه الغرب هو دعم القادة الفاسدين لمجرد أنهم يدعون أنهم أصدقاء الغرب. ولكن الأكثر أهمية  والأكثر صعوبة هو الحاجة إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء هذا الصراع المتنامي. وإلا سيكون الحل هو زيادة الغارات لطائرات الاستطلاع الاميركية من دون طيار لتطير فوق الصحراء وقتل عدد أكبر من أعدائها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام ليس القضية الحقيقية التي يواجهها الغرب في أفريقيا الإسلام ليس القضية الحقيقية التي يواجهها الغرب في أفريقيا



GMT 01:25 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار متجددة وراقية لديكورات مداخل حفلات الزفاف

GMT 02:14 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة سيريفوس في سيكلاديز من أفضل جزر اليونان

GMT 21:26 2019 السبت ,10 آب / أغسطس

تعرفي علي مكونتات أغلى عطر في العالم

GMT 21:13 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

ناصر الخليفي يضع زين الدين زيدان على رأس قائمة المدربين

GMT 00:38 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

منال سلامة تقدم شخصية شريرة في " عائلة الحاج نعمان "

GMT 19:46 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ختام النسخة 11 لمهرجان منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة

GMT 09:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شركة هيونداي تعلن طرح سوناتا 2018 بمواصفات مذهلة

GMT 02:53 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

العلماء يخترعون ستائر تخزن الطاقة الشمسية

GMT 13:43 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

"Jacquemus" تكشف عن حقائب صغيرة ليس كالتي نتخيلها

GMT 15:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات خاصة للاعبي يد النادي الأهلي المصري الدوليين

GMT 21:42 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد كرات الشوكولاتة بجوز الهند والشوفان
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq