الإيزيدية إيمان عباس من سبية لدى داعش إلى الدفاع عن حقوق الناجين من المعاناة في العراق
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

الإيزيدية إيمان عباس من "سبية" لدى داعش إلى الدفاع عن حقوق الناجين من المعاناة في العراق

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الإيزيدية إيمان عباس من "سبية" لدى داعش إلى الدفاع عن حقوق الناجين من المعاناة في العراق

الإيزيدية إيمان عباس
بغداد - العراق اليوم

اختبرت إيمان عباس في أعوامها الـ18 أكثر مما كان يفترض بالحياة أن تمليه عليها، فالشابة الإيزيدية كانت «سبية» لدى تنظيم «داعش»، قبل أن تنجو وتنتقل للدفاع عن حقوق الناجين من المعاناة في شمال العراق.

تقول إيمان بصوتها الخافت لوكالة الصحافة الفرنسية في منزل ذويها المتواضع في مخيم شاريا للنازحين في دهوك بإقليم كردستان: «نظراً لما مررت به، لا أعتبر نفسي مراهقة».

عادت الفتاة الطويلة القامة ذات الشعر الداكن اللون مؤخراً إلى العراق من مدينة بومباي الهندية، حيث تسلمت جائزة الأم تيريزا المرموقة نيابة عن مكتب الإنقاذ الإيزيدي الذي تعمل معه والذي وفر المساعدة لإعادة دمج نحو خمسة آلاف شابة اتخذهن التنظيم سبايا إثر هجومه عام 2014 الذي سيطر خلاله على مناطق واسعة منها في شمال غربي العراق حيث موطن الأقلية الإيزيدية.

تقول إيمان التي ارتدت الزي الإيزيدي التقليدي الأبيض: «عندما رويت قصتي وقصص ناجيات إيزيديات أخريات، بدأ بعض الحاضرين البكاء»، وتتابع: «ساهم الاحتفال في بلسمة بعض جروحي وآلامي، لكنه زاد مسؤوليتي لمساعدة الناجيات الأخريات».

 

كانت في الثالثة عشرة من العمر فقط عندما اجتاح تنظيم «داعش» قرى قضاء سنجار، وقتل آلاف الرجال وخطف فتية مرغماً إياهم على الانخراط في صفوفه، واتخذ آلاف النساء والفتيات سبايا.

بعد الخطف، فصلت إيمان عباس سريعاً عن عائلتها، وقام المتطرفون بـ«بيعها» مع إيزيديات أخريات في «أسواق» مخصصة لهذا الغرض، اشترى فيها مقاتلو التنظيم النساء ونقلوهن إلى منازلهم.

انتقلت «ملكية» عباس ثلاث مرات، لتنتهي برفقة طبيب سابق في الأربعين من العمر ينتمي إلى التنظيم المتطرف، تعهد أن يطلق سراحها إذا تمكنت من حفظ 101 صفحة من القرآن الكريم.

نشأت العقيدة الإيزيدية قبل أكثر من ستة آلاف عام، والإيزيديون أقلية دينية تضم أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها قرب الحدود السورية في شمال العراق. وناصب تنظيم «داعش» هذه الأقلية العداء، واعتبر أفرادها «كفاراً».

لم يكن سهلاً على إيمان عباس الخائفة حفظ القرآن باللغة العربية وإتقان تلاوته، وإن كان ذلك مفتاحاً لحرية موعودة.

وتقول الشابة الإيزيدية: «كل يوم، كان يطلب مني أن أجلس قبالته وأتلو القرآن. تمكنت من حفظ 101 صفحة خلال شهر وأربعة أيام».

على إثر ذلك، نقلها المتشدد إلى مدينة الموصل التي كانت بمثابة «عاصمة الخلافة» التي أعلنها الزعيم الراحل للتنظيم أبو بكر البغدادي، لإصدار وثيقة من إحدى «محاكمه» تثبت أن إيمان عباس «فتاة مسلمة حرة».

انتقلت بعدها إيمان إلى مدينة تلعفر في شمال العراق حيث كانت عائلتها مرغمة على العمل في رعاية الخراف لصالح التنظيم.

عام 2015. تمكن مكتب الإنقاذ من تخليص العائلة من مصيرها، ونقلها إلى مخيم شاريا الذي يضم حالياً 17 ألفاً من النازحين الإيزيديين.

تمضي إيمان عباس أيامها حالياً بين المدرسة والعمل مع المكتب، والمساعدة في البحث عن العديد من الإيزيديات اللواتي لم يعرف مصيرهن بعد، رغم مرور نحو عامين على إعلان العراق «النصر» على التنظيم.

وخلال المعارك التي أفضت إلى استعادة مناطق سيطرة التنظيم في العراق أواخر 2017، وبعدها بأشهر في سوريا، تمكن مئات الإيزيديين من الفرار من خاطفيهم، لكن مصير الآلاف من الذين فقدوا في 2014 وما بعده، لا يزال مجهولاً، وفق مكتب الإنقاذ.

وبحسب مسؤولين إيزيديين، يعتقد أن العديد من هؤلاء اعتنقوا الإسلام وباتوا يقيمون حالياً مع عائلات مسلمة، ويخشون العودة إلى مناطقهم.

وتؤكد إيمان عباس أن جزءاً من مسؤوليتها في مكتب الإنقاذ يقوم على إقناع الفتيات والنساء بالعودة إلى عائلاتهن. وقد التقت عدداً من اللواتي تم إنقاذهن لتوثيق قصصهن في أرشيف المكتب، وهي مهمة تقول إنها تشعرها «بالسعادة والحزن في الوقت عينه». وتقول: «علي سماع كل هذه القصص المروعة، وكل منها مختلفة عن الأخرى. كلها مؤلمة جداً، وبعضها أكثر إيلاماً من قصتي».

رغم ذلك، تفخر بدورها «وأن أكون جزءاً من عملية إنقاذ نساء ناجيات».

يشبه المسار الذي تخطه عباس لنفسها حالياً ما قامت به الناجية من التنظيم ناديا مراد التي حملت قضية الإيزيديات إلى العالم، ونالت في العام الماضي جائزة نوبل للسلام.

في مخيم شاريا، باتت إيمان عباس وجهاً معروفاً منذ تسلمها الجائزة في بومباي. ويتلقى ذووها اتصالاً هاتفياً تلو الآخر للتهنئة على ما تقوم به.

ويقول والدها عبد الله: «في البداية، كانت كلما تحدثت عن الفترة التي خطفت فيها، أدير ظهري لها لأن سماع ذلك وجهاً لوجه كان مؤلماً جداً».

لكن الوالد يريد الآن لكل ناجية إيزيدية أن تروي قصتها، لإيمانه بأن ذلك سيساعد الفتيات أنفسهن، بل كل الأقلية التي اختبرت عذاباً أليماً، ويوضح: «لاحظت أن إيمان أصبحت أكثر سعادة وقوة مذ بدأت تروي قصتها علناً».

حالياً، بدأت الشابة أخذ دروس في اللغة الإنجليزية، كخطوة أولى على درب أحلام طموحة. وتقول: «في المستقبل، أريد أن أصبح محامية لأنال خبرة في القانونين العراقي والدولي لأتمكن من الدفاع عن حقوق الإيزيديات الناجيات، وأيضاً الضحايا الآخرين لتنظيم داعش».

 

قد يهمك أيضًا

إيرانيون يُعبِّرون عن دعمهم لتظاهرات العراق المتواصلة منذ شهر ونصف الشهر

مسؤول عراقي يؤكد أنّ الأجوبة مع الولايات الأمريكية تضخمت تأثرًا بتفاعلها مع التظاهرات الأخيرة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيزيدية إيمان عباس من سبية لدى داعش إلى الدفاع عن حقوق الناجين من المعاناة في العراق الإيزيدية إيمان عباس من سبية لدى داعش إلى الدفاع عن حقوق الناجين من المعاناة في العراق



GMT 21:35 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 22:14 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 23:48 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الهند تدشن أغرب فندق في العالم في مدينة مومباي

GMT 04:23 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

طالبة روسية تفوز في جائزة المرأة الأكثر جاذبية

GMT 20:20 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

هاجر عفيفي تشارك في مسلسل "ورد" رمضان 2021

GMT 07:09 2017 الأحد ,21 أيار / مايو

عرض julien fourmier لربيع وصيف 2017

GMT 10:52 2016 الإثنين ,16 أيار / مايو

كيك بيتي كروكر

GMT 06:50 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فورد تطلق مونديو استيت 2017 وسط تعليقات إيجابيّة هائلة

GMT 23:57 2015 السبت ,28 آذار/ مارس

حلى السجاد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq