زلزال المقاطعة يهدد الحكومة المغربية بعد استقالة الداودي
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"زلزال المقاطعة" يهدد الحكومة المغربية بعد استقالة الداودي

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "زلزال المقاطعة" يهدد الحكومة المغربية بعد استقالة الداودي

رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش،
الرباط - العرب اليوم

خلّفت مقاطعة 3 علامات تجارية في المغرب، احتجاجًا على غلاء الأسعار، تداعيات سياسية باتت تهدد تماسك الائتلاف الحكومي، وتربك التوازنات السياسية، خصوصًا بعدما أجبرت وزيرًا على تقديم استقالته، وتوقّعت الصحف المغربية أول من أمس "نهاية حزينة" لحكومة "ضربها زلزال" المقاطعة، في ظل تكهنات بسقوط الائتلاف، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية لـ"عجزه" عن مواجهة الحملة المتواصلة منذ 6 أسابيع.

 ويقول المحلل السياسي أحمد البوز لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "المقاطعة هي بمثابة الضربة القاضية لائتلاف حكومي ولد ضعيفًا".

وتستهدف الحملة، التي انطلقت على موقع "فيسبوك" من دون أن يتبناها أحد منذ 20 من أبريل (نيسان) الماضي، محطات توزيع الوقود "أفريقيا"، ومياه "سيدي علي" المعدنية، ومنتجات "سنترال دانون"، من أجل الضغط على هذه الشركات المستحوذة على حصة الأسد من السوق كي تخفض أسعارها، فيما لوّحت الحكومة في وقت سابق بالملاحقة القضائية في حق مروجي نداءات المقاطعة ما عرّضها لانتقادات واسعة. ثم سعت لإقناع المقاطعين بـ"المصالحة"، والكف عن مقاطعة الحليب تحديدًا حماية لمصالح الفلاحين الصغار وعمال شركة "سنترال دانون"، لكن العديد من المعلقين في مواقع التواصل الاجتماعي رأوا في هذه الدعوة وقوفًا إلى جانب "الشركات"، بدل الضغط عليها لخفض الأسعار.

وجاءت استقالة وزير الشؤون العامة والحكامة الحسن الداودي من منصبه الأربعاء لتؤكد هذا الشرخ. فقد اضطر إلى تقديم استقالته بعد موجة من التعليقات الساخرة عقب ظهوره في وقفة نظمها عمال شركة "سنترال دانون" بالرباط، مطالبين بوقف المقاطعة وتدخل الحكومة لحماية مناصب عملهم.

وتوقّعت شركة "سنترال دانون" هذا الأسبوع تراجع رقم تعاملاتها للنصف الأول من هذه السنة بـ20 في المائة، معلنة تسريح عمال تربطها بهم عقود عمل مؤقتة، وخفض التزود بالحليب الخام بنسبة 30 في المائة، بينما ووصفت الصحف المحلية، الداودي، بأنه "وزير أحرقته المقاطعة"، و"شهيد" شركة "سنترال دانون". لكنه ليس الخاسر الوحيد من المقاطعة، إذ يرى المعلق السياسي عبد الله ترابي أن "كل وزراء حزب العدالة والتنمية بات ينظر إليهم كمدافعين عن مصالح حفنة من الشركات الكبرى، بدل أن يمثلوا مصالح ناخبيهم".

وحمل ما سُمي "الربيع العربي" عام 2011 هذا الحزب الإسلامي المعتدل إلى رئاسة الحكومة، بعدما قضى سنوات عدة في المعارضة البرلمانية. واستطاع "الإسلاميون" الاستمرار في صدارة المشهد السياسي عندما حققوا فوزًا كاسحًا في انتخابات 2016. لكن إعفاء زعيمهم عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة أضعف الحزب. وتأثرت شعبيته أكثر عندما قبل سعد الدين العثماني الشروط، التي رفضها سلفه لتشكيل الائتلاف الحكومي، وسط تساؤلات حول تماسك فريقه الحكومة، وفي هذا السياق أشار ترابي إلى أن "حملة المقاطعة تزيد من إضعاف العثماني، الذي جاء أصلًا في ظل ظروف مأزومة".

في المقابل، بات رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، الذي تصفه الصحافة المحلية بأنه "مقرب من القصر"، يتخذ صورة الرجل القوي في الساحة السياسية منذ توليه رئاسة هذا الحزب خريف 2016، وتشكيله تحالفًا من أربعة أحزاب، وفرض شروطه في تشكيل الحكومة. وقد ظل المراقبون إلى وقت قريب يرون فيه رئيس الحكومة المقبل. لكن تداعيات المقاطعة أثرت بشكل كبير في هذا السيناريو. فقد وجد أخنوش نفسه على رأس المستهدفين بالمقاطعة، كونه يملك شركة "أفريقيا" لمحطات الوقود، وموضع جدل حول تضارب المصالح بين ممارسة أنشطة تجارية وتولي مسؤوليات حكومية. وفي هذا السياق يؤكد البوز أن أخنوش "كان يستعد قبل أسابيع فقط ليشكل بديلًا عن حزب العدالة والتنمية، لكن هذا السيناريو لم يعد قائمًا اليوم"، فيما يشير ترابي إلى أن "صورته (أخنوش) تضررت بفعل المقاطعة".

ويحاول حزب "الأصالة والمعاصرة" تحديدًا الاستفادة من التداعيات السلبية للمقاطعة على منافسيه السياسيين، ونقلت عنه الصحف المحلية تلويحه بطلب حجب الثقة لإسقاط حكومة "عاجزة" عن مواجهة الأزمة.

ويرى ترابي أن "الظروف الحالية لا تتيح لأي حزب سياسي الاستفادة من ثمار المقاطعة، على العكس من ذلك، أتوقع أن يزداد انعدام الثقة في الأحزاب السياسية والمؤسسات بشكل عام"، وفيما يؤكد البوز أن "هامش تحرك الحكومة يظل محدودًا بالنظر إلى صلاحياتها وعدم جرأتها"، يلاحظ مراقبون أن حملة المقاطعة تثير مجددًا تساؤلات حول مدى قدرة أفرقاء سياسيين، لا يتمتعون باستقلال تام، على مواجهة أزمات مثل الاحتجاجات الاجتماعية التي هزت المغرب السنة الماضية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلزال المقاطعة يهدد الحكومة المغربية بعد استقالة الداودي زلزال المقاطعة يهدد الحكومة المغربية بعد استقالة الداودي



GMT 20:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 21:28 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:54 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

النصائح الأساسية لتجنب الأخطاء عند تطبيق عطور العود

GMT 19:24 2020 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ما هي الخطوات الصحيحة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة؟

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

الباطن يعلن تعاقده مع مهاجم الفيصلي رمزي صولان

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 05:57 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"برغر كينغ" يعاقب موظفين لفشلهم في بيع الوجبات كبيرة الحجم

GMT 10:23 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

أخطاء هامة يجب عليك تجنبها عند رسم الحاجبين

GMT 22:20 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مملكة البحرين تدين إطلاق صاروخ باليستي تجاه الرياض
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq