فلسطينيون يروون مشاهد مأسوية بعد خروجهم من مخيم اليرموك
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

فلسطينيون يروون مشاهد مأسوية بعد خروجهم من مخيم اليرموك

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - فلسطينيون يروون مشاهد مأسوية بعد خروجهم من مخيم اليرموك

دمشق - ا ف ب

تشير خلود شهاب التي خرجت برفقة ولديها من مخيم اليرموك المحاصر في جنوب دمشق، الى يديها المتشققتين، قائلة "انظروا ... تريدون ان تعلموا ماذا يجري في الداخل؟ الوضع مأسوي والناس يموتون من الجوع". وهذه السيدة الفلسطينية البالغة من العمر 32 عاما، هي واحدة من مئات اتيح لهم خلال الايام الماضية مغادرة المخيم الذي استحال كتلا من الخراب والدمار، وفقد فيه العشرات حياتهم منذ حزيران بسبب نقص الغذاء والدواء. وتقول شهاب، بوجهها الشاحب وعينيها السوداوين وبشرتها البيضاء "كنا نعيش على مغلي الاعشاب (الاعشاب المغلية) واوراق الصبار" التي كانت تقطفها من بساتين المخيم الذي امضت فيه كل حياتها. وتضيف هذه السيدة ذات الرداء الرمادي والحجاب الاخضر والابيض "ما يأمله الناس هو فتح الطريق (...) انا مسرورة لخروجي وآمل في خروج الاخرين"، مشيرة الى انها لم تأخذ شيئا معها، وستقيم موقتا لدى شقيقتها في حي الزاهرة القريب من المخيم. ويقيم في اليرموك قرابة 20 الف شخص، وسط ظروف مأسوية منذ حزيران/يونيو 2013، اثر فرض القوات النظامية حصارا على المخيم الذي يسيطر المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد على غالبية احيائه. وقبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار 2011، قارب تعداد الفلسطينيين في اليرموك 150 الف شخص غادر عشرات الآلاف منهم بعد تمدد المعارك الى داخل المخيم اواخر العام 2012. ومنذ 21 كانون الثاني، دخلت ثلاث قوافل من المساعدات الى المخيم، وسمحت السلطات لعشرات "الحالات الانسانية" بالمغادرة تباعا. وتخلل خروج المدنيين السبت سماع اصوات اطلاق نار من مكان قريب. وسارع عناصر من القوات النظامية المتواجدة على مداخل المخيم، الى التوجه نحو مصادر النيران والانتشار في الطرق الفرعية "تحسبا لاي تسلل قد يعيق عملية اخراج المدنيين" بحسب احد العناصر في المكان. وتشهد اطراف المخيم منذ اشهر معارك بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تقوم احيانا بقصف الاحياء الداخلية حيث تدور معارك بين المعارضين وتنظيمات فلسطينية موالية لدمشق. وعلى مدخل المخيم، تعرب ام علاء بصوت متهدج وعينين دامعتين، عن فرحتها بالخروج مع اولادها الخمسة. وتقول هذه السيدة الاربعينية "الوضع سيء جدا في الداخل (...) لا ادري الى اين اذهب، ولكنني اريد الخروج ولو بقيت في الشارع". وتنوي هذه السيدة المحجبة اصطحاب اولادها الى مشفى الاطفال الواقع في حي المزة "لمعالجة ابني الذي يعاني من ضمور عضلي". ودخلت سيارات الاسعاف الى المخيم لنقل المصابين والمرضى العاجزين عن المشي، اضافة الى دخول شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا). وينتظر فريق طبي من 15 متطوعا في الهلال الاحمر الفلسطيني الخارجين في ساحة البطيخة على مدخل المخيم، ويقدمون لكل منهم كعكة من النخالة وزجاجة ماء، قبل تسجيل اسمائهم لمتابعة حالتهم الصحية. ومن امام مبنى غطى السواد الناجم عن الحرائق جدرانه، يقول الطبيب المشرف على المتطوعين عاطف ابراهيم "نستقبل الحالات المرضية وننقلها عبر سيارات الاسعاف الى مشفى يافا (في دمشق)" التابع للمنظمة. ويوضح ان غالبية الحالات لاطفال يعانون الجفاف والسكر الشبابي، اضافة الى حوامل ومصابين بامراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري. وتبدو مظاهر الاعياء ايضا على اقارب الخارجين من المخيم. وتقول عفاف شهابي (40 عاما) وهي تترقب منذ اكثر من شهرين خروج ابنتها ألاء العائدي (23 عاما)، ان حفيدها البالغ من العمر عامين فقد والده اثر سقوط قذيفة بالقرب منه داخل احد احياء المخيم. وتضيف ان الطفل "يعاني من جفاف حاد نتيجة لاصابته بالاسهال". ويصطف المدنيون المصرح لهم بالخروج حاملين امتعتهم الخفيفة امام مكتب تابع للامن السوري لتدقيق اسمائهم مع اللوائح الصادرة عن لجنة المصالحة الشعبية. ويجول رئيس لجنة المصالحة الشيخ محمد العمري بين المتلهفين للقاء اقاربهم، لتحضير لائحة "الحالات الانسانية" المتوجب اخراجها. ويقول لفرانس برس "هناك قرار بان تعرض الحالات الطبية على طبيب (في داخل المخيم) يقدر اولوية اخراج الاشخاص"، آملا في ان يسرع المسلحون في داخل المخيم "بتنفيذ بنود المبادرة". ويشير بذلك الى اتفاق تم التوصل اليه اواخر كانون الاول 2013 عن طريق لجنة المصالحة الشعبية مع مقاتلي المعارضة في داخل المخيم، وحظي باجماع الفصائل الفلسطينية البالغ عددها 14. وقال عضو المكتب التنفيذي في منظمة التحرير الفلسطينية انور عبد الهادي لفرانس برس ان اخراج المدنيين "انفراج كبير من اجل تخفيف المعاناة عن اهل المخيم"، مشيرا الى ان عدد الخارجين وصل الى 450. واشار الى ان "المبادرة تسعى لاخراج نحو الفي حالة انسانية". وبحسب احدث حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان، ادى نقص الغذاء والادوية الى وفاة 88 شخصا في المخيم خلال الاشهر الماضية. وبحسب المتحدث باسم الاونروا كريس غونيس، تواصلت الاحد عمليات ادخال المساعدات لليوم الرابع على التوالي، وبلغت منذ 18 كانون الثاني، 3420 حصة غذائية، علما ان كل حصة تكفي عائلة من ثمانية اشخاص لنحو عشرة ايام. ويقول مدير مكتب الوكالة في دمشق مايكل كينغسلي-نيناه لفرانس برس "نحن متفائلون بالتقدم الذي حققناه على مدى اليومين الماضيين ما يجعلنا نتمنى ان يستمر". وناشد السلطات السورية "توسيع رقعة الوصول حتى نتمكن من ايصال المساعدات الإنسانية الكبيرة بشكل دائم"، معتبرا ان "الأرقام التي توصلنا إليها حتى الآن هي صغيرة نسبيا بالمقارنة مع عدد السكان المحتاجين". واضاف "نحن نعتقد ان جميع سكان اليرموك في الوقت الراهن يحتاجون الى المساعدة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطينيون يروون مشاهد مأسوية بعد خروجهم من مخيم اليرموك فلسطينيون يروون مشاهد مأسوية بعد خروجهم من مخيم اليرموك



GMT 20:11 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 05:44 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

تعرف على القصة الكاملة لـ "أزمة" حنين حسام

GMT 20:58 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

Walldroid تطبيق خلفيات مميز على أندرويد

GMT 23:53 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات منزلية غير مكلفة لمنزل أكثر حيوية

GMT 07:18 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

صورة "سيلفي" تحول جسد فتاة إلى أشلاء

GMT 08:48 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

رامون دياز مديرًا فنيًا لـ"بيراميدز" خلفًا لحسام حسن

GMT 16:29 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

غمزة وابتسامة

GMT 05:31 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

نصائح لديكورات حمامات الضيوف في منزلك

GMT 15:39 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

التليفزيون المصري يعرض "دادة حليمة" لأول مرة

GMT 13:30 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مجدي بدران يكشف أسباب حساسية حلاوة المولد النبوي

GMT 01:36 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

لقطات مميّزة من أعماق البحر للحبار الزجاجي الشفاف جدا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq