الثورة السورية الوطنية كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"الثورة السورية الوطنية" كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "الثورة السورية الوطنية" كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار

دمشق ـ وكالات

"أيها السوريون تذكروا آباءكم وتاريخكم.. أبطالكم وشهداءكم وشرفكم القومي.. تذكروا أن يد الله معنا وأن إرادة الشعب هي إرادة الله وتذكروا أنه لا يمكن تدمير الأمم المتحضرة والمتحدة فلقد صادر الإمبرياليون ماهو لكم وقسموا وطنكم غير القابل للتجزئة ففرقوا الشعب إلى طوائف دينية وولايات وخنقوا حرية المعتقد والضمير والكلام والعمل فلم يعد يسمح لنا حتى بحرية التحرك في بلادنا.. دعونا نحقق طموحاتنا الوطنية وآمالنا الخائفة.. عززوا سيادة الشعب وحرية الأمة".. هكذا يبدأ كتاب الثورة السورية الوطنية وتنامي القومية العربية صفحاته للكاتب الأمريكي مايكل برفنس مقتطفاً مقطعاً من وثيقة الثورة السورية الكبرى الموقعة من قائدها المجاهد العربي سلطان باشا الأطرش في 23 آب من عام 1925 موعزاً ببداية أكبر الثورات العربية وأطولها والتي كانت مصدراً لإلهام العديد من الثورات العربية التي جاءت بعدها مثل ثورة 1936 في فلسطين ضد سلطة الانتداب البريطاني حيث يستفيد الكتاب من نحو خمسة آلاف وثيقة أفرجت عنها وزارة الخارجية الفرنسية مؤخراً وفيها يطل الكاتب على أبرز التطورات التي طرأت على المجتمع السوري بعد الثورة من بروز لنخب قومية جديدة وعت وجودها التاريخي كوطنٍ عربي سوري. ويبرز الكتاب أهمية الثورة السورية الكبرى كونها كانت مثالاً ناجحاً للمقاومة كحافز لتشكيل المفاهيم الشعبية للهوية العربية السورية فعندما حمل الثوار من جبل العرب إلى جبل الزاوية مروراً بجبال الساحل السوري والجزيرة مفهومهم للمجتمع الواحد كان هذا المفهوم حصيلة إرثهم الوطني العروبي حيث لم يستوردوه من مجتمع آخر ولم يقلدوا ثورات غيرهم ولم يتأثروا بقراءة الكتب الثورية بل تصوروه بأنفسهم بعد صراع دام مع المستعمر الفرنسي. يقول الكاتب الأمريكي المأخوذ بخصوصية الثورة السورية الكبرى على المحتل.. "إن مخيلة الثوار السوريين عن فكرة الثورة انطلقت من دأبهم المستمر لتقرير مصير بلادهم بأنفسهم مدفوعين بانتمائهم الصلب للأرض السورية التي لم تكن بالنسبة لهم مجرد انتماء إلى قرية أو طائفة أو عرق أو مذهب بل كان ما وحدهم هو وقوفهم في وجه مستعمر ظالم هدد وجودهم التاريخي وحقيقتهم الحضارية التي عاشوها منذ آلاف السنين". ويطل الكتاب الصادر حديثاً عن دار قدمس للنشر والتوزيع على محفوظات الانتداب الفرنسي على سورية بين عامي 1924 و1927 توثق جميعها حجم المقاومة الشعبية التي لقيها المحتل على أيدي رجالات سورية حيث يستفيد الباحث مما سجلته وثائق وزارة الخارجية الفرنسية عن وقوف الصحافة السورية بكل مطبوعاتها وجرائدها ومجلاتها في وجه المحتل والتي كانت وقتذاك تحت رقابة صارمة من دولة تعتبر نفسها صاحبة بيان الثورة الفرنسية ولائحة حقوق الإنسان فيبين الكتاب ما تعرض له أحرار الصحافة السورية الوطنية من ملاحقات قانونية وجزائية وأحكام بالسجن واعتقالات وتضييق وإقفال للصحف. ويكشف الكتاب عن تاريخ تشكل الفئات القومية الجديدة في سورية جراء الثورة الكبرى على المستعمر إذ يقول برفنس عن هذه الظاهرة الاستثنائية في تاريخ الأمم.. "لقد وحدت الثورة فئات قومية جديدة تتخاطب فيما بينها بلغتها الأصلية وتقود توسعاً سياسياً في الدفاع عن حقوق الوطن وآماله في التحرر من نير المستعمر حيث صارت هذه الفئات هي النخب الجديدة ذات الأصول الريفية التي وقفت بشجاعة وبأسلحتها المتواضعة في وجه دبابات المفوض السامي ليحل وجهاء المحافظات والمناطق الريفية محل وجهاء المدن الذين كانوا يشغلون مناصب السلطة في زمن الاحتلال العثماني". ويعرض الكتاب الذي يقع في 340 صفحة من الحجم المتوسط وثائق عن انتقاد الرأي العام الأوروبي للقصف الوحشي الذي تعرضت له دمشق كمحاولة من سلطات الانتداب لإخماد ثورة الجلاء حيث استدعى مجلس الشيوخ الفرنسي ما يسمى المفوض السامي العام الجنرال موريس سارل لمساءلته في جلسة علنية عن أنباء المجازر التي ارتكبتها قواته بعد ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية عن الجرائم الوحشية التي ارتكبتها سلطات الانتداب الفرنسي في المدن السورية كان أبرزها إعدامات جماعية في ساحة المرجة لأبرز ثوار دمشق وحمص وبيروت بعد محاكمات صورية أمام المحاكم العسكرية الفرنسية. ويختم الكتاب صفحاته بمجموعة من الصور النادرة لأبرز مؤتمرات الثوار إضافةً لصور تعرض الدمار الهائل الذي لحق بالمدن السورية جراء قصف قوات المستعمر لها فضلاً عن صور تكشف وحشية المستعمر ولاسيما في عرضه لجثامين الشهداء في ساحة المرجة وتدمير سوق الحميدية. يذكر أن كتاب الثورة السورية الوطنية وتنامي القومية العربية ترجمة وسام دودار ومراجعة زياد منى

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة السورية الوطنية كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار الثورة السورية الوطنية كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار



GMT 21:09 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:33 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 13:45 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

أبرز صيحات موضة بدلات ملونة بستايل عصري وجديد

GMT 13:25 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مجموعة من مجوهرات عروس فخمة من وحي أهم النجمات

GMT 01:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تجعل متصفح Edge أسرع وأكثر عملية

GMT 13:00 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

طريقة إعداد حلوى "تشيز كيك اللوتس" الشهية

GMT 19:38 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

واتساب تعلن عن خاصية مشاركة المكان بشكل مباشر

GMT 22:26 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الشباب يواصل تدريباته على ملعب الأمير خالد بن سلطان

GMT 19:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير أممي من تعرض اليمن لأكبر مجاعة يشهدها العالم

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

صيحات مميّزة للحقائب باللون الأبيض لصيف 2018
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq