مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

دعا الرئيس الفرنسي إلى وقف فوري للأعمال القتالية وحمّل روسيا المسؤولية

مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري

الاتحاد الأوروبي
دمشق - العراق اليوم

يبدو عجز الاتحاد الأوروبي، مرة أخرى؛ خصوصًا الدول الكبرى المؤثرة فيه مثل ألمانيا وفرنسا، واضحًا في التعامل مع الأزمة السورية، فبعد إخفاق باريس وبرلين في الدفع باتجاه قمة رباعية مع موسكو وأنقرة وفق رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بسبب رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعقب انعدام فاعلية الرسالة المشتركة التي وجهها 14 وزيراً أوروبياً يوم 28 فبراير (شباط) الماضي والمتضمنة دعوة إلى وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، يجد الأوروبيون أنفسهم في حالة أقرب إلى انعدام الوزن. وما يفاقم من حرج موقفهم، أزمة وصول آلاف اللاجئين من تركيا إلى أبواب أوروبا.

ويأتي ذلك بعد أن قرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استخدام ورقة الضغط الكبرى التي بحوزته، إما لمعاقبتهم أو لدفعهم لتوفير الدعم الذي يريده منهم. وتعيد صور آلاف اللاجئين المتدفقين على الحدود اليونانية والبلغارية المشتركة مع تركيا، إلى الأذهان، ما عرفته أوروبا في عامي 2015 و2016 مع انتقال مئات الآلاف من اللاجئين إلى أوروبا وما أثاره ذلك من مشكلات وأزمات، وما لم يفلح الأوروبيون في القيام به جماعياً يسعون إليه فردياً، وهو ما قام به الرئيس ماكرون من خلال اتصالين هاتفيين بالرئيسين إردوغان وبوتين. وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه في وقت متأخر ليل السبت، أن الرئيس الفرنسي عبّر عن «قلقه الشديد إزاء الكارثة الإنسانية الجارية وإزاء تشتت المجموعات الإرهابية، بسبب الهجوم العسكري للنظام السوري وحلفائه والتنكر لترتيبات خريف عام 2018 في محافظة إدلب (اتفاق سوتشي)».

وكان لافتًا أن ماكرون عبر عن «تضامنه الكامل» مع تركيا بعد مقتل العشرات من جنودها في إدلب، مشدداً على ضرورة «وضع حد فوري للأعمال العدائية»، داعياً موسكو وأنقرة إلى التوصل لـ«وقف دائم لإطلاق النار يمكن التحقق منه» عملاً بالتزامات الطرفين.

وحمل ماكرون الجانب الروسي «مسؤولية وقف فوري للهجوم العسكري» في إدلب، و«احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية». وعبر الرئيس الفرنسي عن «استعداد باريس الكامل» للمساهمة في خفض التصعيد والعودة إلى المسار السياسي والعمل مع شركائها الأوروبيين لتلبية الحاجات الإنسانية للمدنيين وإيصالها لهم. لكن الأبرز، فيما جاء في بيان الإليزيه، أن ماكرون أشار إلى «ارتياحه» للجهود التي تبذلها تركيا لمساعدة اللاجئين السوريين، مبرزاً «التضامن» الفرنسي والأوروبي معها على هذا الصعيد. لكنه، في إشارة واضحة للأزمة المستجدة للاجئين وقرار تركيا فتح حدودها أمامهم للانتقال إلى أوروبا، دعا أنقرة إلى «التعاون في إدارة (تدفقات) الهجرات»، والمقصود بذلك تذكير إردوغان بالاتفاق المبرم معه في عام 2016 والذي يلتزم بموجبه بالعمل على منع تدفقهم إلى أوروبا مقابل دعم مالي.

وفي تعليقها على بيان الإليزيه، سجلت مصادر أوروبية 3 ملاحظات، أولاها أن ماكرون «يتبنى» إلى حد بعيد الرواية التركية في موضوع إدلب وفي تحميل المسؤولية للطرف الروسي الذي تقع عليه تبعة وضع حد «فوري» للعمليات العسكرية. والثانية: لجوؤه إلى لغة «طرية» في حديثه إلى إردوغان تتناقض تماماً مع العلاقات المتوترة بين الرئيسين وخلافاتهما المستحكمة بشأن الملف الكردي ووضع ومصير الحلف الأطلسي. والثالثة: الإشارة إلى «التضامن» الفرنسي والأوروبي في ملف اللاجئين السوريين إلى تركيا. وبحسب هذه المصادر، فإن ورقة الضغط المتمثلة في ملف فتح الحدود التركية أمام اللاجئين «أخذت تفعل فعلها» في الضغط على أوروبا وفي دفعها إلى «تليين» تعاملها مع تركيا التي تسعى لدعم أوروبي صريح.

وجاءت الرواية التركية عن المكالمة الهاتفية التي تمت بمبادرة من ماكرون مختلفة. فبحسب مكتب الاتصالات التابع للرئاسة التركية، فإن إردوغان شدد على أنه «لا يريد أن يبقى تضامن الحلف الأطلسي مع تركيا لفظياً فقط»، وأنه يريد «دعماً واضحاً وملموساً». وفي ملف اللاجئين، دعا إردوغان أوروبا والأسرة الدولية إلى «احترام التزاماتها (المالية) وتقاسم الأعباء»، وإلى اقتراح «حلول عملية»، مشيراً إلى أن تركيا تؤوي 4 ملايين لاجئ، وأن مليوناً ونصف مليون لاجئ إضافي يطرقون أبوابها. أما المكتب الإعلامي في الكرملين، فقد أفاد بأن بوتين وماكرون تناولا جميع جوانب الوضع السوري والحرب على الإرهابيين واللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي وإردوغان، وبأن الأول أشار إلى أن «جميع جوانب الوضع في سوريا ستبحث بالتفصيل في القمة التي ستعقد في موسكو في الأيام المقبلة».

وترى المصادر الأوروبية أن التصعيد العسكري وتشعباته في سوريا، والانخراط التركي والروسي المباشر فيه، واحتمال تمدده وتطوره إلى ما هو أكبر، والأزمة الإنسانية الجديدة – القديمة... تشكل كلها تحديات كبرى للاتحاد الأوروبي «العاجز عن التأثير الفعلي فيها». ويبدو العجز في عدم قدرة الأوروبيين على «انتهاج خط سياسي واضح»، وعلى خروجهم الفعلي من الملف السوري المتروك، بعد تراجع الاهتمام الأميركي به، إلى الطرفين الروسي والتركي.

وبحسب المصادر المشار إليها، فإن السبب الرئيسي عنوانه: «الغياب العسكري الأوروبي»، لأن القوى الفاعلة هي التي تمتلك هناك حضوراً عسكرياً ميدانياً.
وخلاصة هذه المصادر أن الأوروبيين لا يملكون اليوم لا الرغبة ولا القدرة ولا الوسائل، ليكون لهم دور فاعل في الملف السوري، وبالتالي، فإن ما يستطيعون القيام به يقتصر على العمل الدبلوماسي والسياسي؛ إذ «لا أوراق ضاغطة بين أيديهم» للتأثير على الطرفين الرئيسيين الضالعين اليوم في الحرب، في الشمال الغربي السوري. وفي أي حال، فإن الأوروبيين لا يستطيعون الاستجابة لمطلب أنقرة إقامة «منطقة حظر جوي»، ولا هم مستعدون لتمويل مشاريعها «الإسكانية» في سوريا، كما أنهم غير قادرين على منعها من فتح حدودها أمام تدفق الهجرات. وما يصح على تركيا يصح أيضاً على روسيا التي بشأنها تتضارب المواقف الأوروبية، فلا هم قادرين على اجتذابها إلى جانبهم، ولا هم قادرين في الضغط المؤثر عليها.

قد يهمك ايضا

الرئيس الأميركي يكشف من "دافوس" عودة حلم واشنطن باقتصاد لم تعرف له مثيلًا من قبل

ترمب عن محاكمة عزله: مشينة وزائفة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري مصادر رسمية تكشف أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن التأثير في الملف السوري



GMT 01:03 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

ضبط المناكير في اليد اليمنى واليسرى باحترافيه

GMT 18:23 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

سماع دوي انفجارات في محيط مطار في ريف حمص

GMT 21:13 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

الفريق سامي عنان يرفض الإفراج عنه بكفالة

GMT 05:59 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مكان في الجزر الاستوائية لقضاء العطلة

GMT 21:48 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

باحث أميركي يعلن عن رصد دليل على الحياة خارج الأرض

GMT 14:19 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

هدية "استثنائية" من "غوغل" لأصحاب هواتف "أندرويد"

GMT 00:16 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تكشف عن إجرائها عملية جراحية دقيقة في أميركا

GMT 20:04 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

6 خطوات لإتقان الكونتورينغ المثالي

GMT 16:11 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

طبيب متهم بأنه أب لـ200 طفل في هولندا

GMT 03:16 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

قائمة بـ10 أحجار كريمة تجلب الحظ السعيد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq