وادان الموريتانية تشكو تراجعَ نشاطِها السياحيِّ بفعل الإرهاب
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تُعْتبرُ أوّل مدينة وسيطة جرى إعمارها في البلاد

"وادان" الموريتانية تشكو تراجعَ نشاطِها السياحيِّ بفعل الإرهاب

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "وادان" الموريتانية تشكو تراجعَ نشاطِها السياحيِّ بفعل الإرهاب

مدينة وادان الأثرية في الشمال الموريتاني
نواكشوط ـ محمد شينا

شهدت مدينة وادان الأثرية في الشمال الموريتاني تراجعا ملحوظا في أعداد السواح الأجانب، بفعل تزايد التهديدات الإرهابية للمنطقة، وذلك بعد أن ظلت لسنوات طويلة وجهة السواح الأوروبيين والأمريكيين المفضلة في موريتانيا ومنطقة الصحراء. وقد هجر المدينة الواقعة في عمق الصحراء الموريتانية مئات الحرفيين وأغلقت منتجعات سياحية وعشرات وكالات السفريات، وتراجعت أسعار السلع الموجهة للسواح. وتعود بداية تراجع الأنشطة السياحية في وادان إلى العام 2008 عندما أصدرت الحكومات الغربية وخصوصا فرنسا تحذيرات لمواطنيها من التوجه إلى المدينة التي باتت معسكرات القاعدة قريبة منها. ورغم أن السلطات الأمنية الموريتانية نجحت في طرد المسلحين من ودان والمنطقة الصحراوية المحيطة بها واستعادت سيطرتها عليها بالكامل إلا أن المدينة لم تستعِد عافيتها بعد. وتقع  مدينة وادان الأثرية على بعد 700 كلم شمال شرقي العاصمة نواكشوط  ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 536هـ 1142م . وأسس المدينة ثلاثة من تلامذة القاضي عياض هم : الحاج عثمان الأنصاري والحاج يعقوب القرشي والحاج علي الصنهاجي، والتحق بهم بعد ذلك الحاج عبد الرحمن الصائم ، وتقول الرواية التاريخية أن هؤلاء الحجاج الثلاثة كانوا يقطنون في قرى قرب وادان وأنهم هجروها بعد عودتهم من الحج وقرروا تأسيس وادان. وتعتبر مدينة وادان التاريخية  أول مدينة وسيطة جرى إعمارها في البلاد. وقد قامت ودان على أنقاض مجموعة من القرى المسوفية الصغيرة التي أسست بدورها في دائرة سكانية من قبائل (بافور وحراطين إيزگارن) وبقايا حواضر أغرمانية وسوننكية قديمة توجد أطلال ثلاثة  منها ضمن محيط ودان القريب. وتتجلى أهمية ودان من موقعها بمفترق طرق القوافل الرابطة بين المغرب وبلادي التكرور والسودان، ومن كونها سوقا لملح "مملحة الجل" القريبة نسبيا من ودان. أما من الناحية الثقافية فقد مثلت ودان مركز إشعاع علمي وديني قوي استمر عدة قرون. ولا يزال الحي القديم بمدينة وادان  – الذي تأسس عام 536 للهجرة وفق ما يرجح الباحثون – يقاوم عاديات الزمن، رغم أن العديد من معالمه أصحبت على وشك الاندثار بفعل زحف الرمال المتحركة. وتبدو عشرات المنازل في الحي القديم على وشك الانهيار، بعدما غاب الاهتمام الشعبي والدعم الحكومي، فمعظم منازل الحي بحاجة إلى ترميم عاجل، لتلافي ما تبقى منها. ووجه العديد من سكان المدينة نداء استغاثة لكل المهتمين بالتراث المادي داخل وخارج البلاد، مساعدتهم في الحافظ على مدينتهم التاريخية المنسية في ركن قصي من صحراء موريتانيا المترامية الأطراف. وقال سيدي عبد الله من سكان وادان "أناشد المنظمات الدولية الاهتمام بهذا الحي، إنه يكاد يختفي من الوجود، بعد أن تسقط هذه المنازل سيكون الترميم حينها بلا فائدة، وهو ما يجعلني استنجد بالخيرين في العالم التحرك الإنقاذ ما تبقى من هذه المباني التاريخية". ويكشف النمط المعماري لهذا الحي، وصموده كل تكل القرون أن شعبا قويَّ الإرادة سكن هذه المنطقة الواقعة في عمق الصحراء وكوّنَ حضارة عريقة تستحق أن يُعادَ لها الاعتبار.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وادان الموريتانية تشكو تراجعَ نشاطِها السياحيِّ بفعل الإرهاب وادان الموريتانية تشكو تراجعَ نشاطِها السياحيِّ بفعل الإرهاب



GMT 10:08 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

خطوات أساسية لتحقيق النجاح في تربية الأبناء

GMT 06:49 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

طائرات التحالف العربي تشن سلسلة غارات على معسكر النهدين

GMT 17:35 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

طرح تيزر مسلسل موسى لـ محمد رمضان

GMT 06:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

"بورش تايكان 2019" تتفوق على "تسلا" بمميّزات السرعة

GMT 19:40 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

هبة مجدي تشارك في فيلم روائي قصير "حب إية"

GMT 01:18 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أحمد بدير يعود إلى المسرح بـ"فرصة سعيدة"

GMT 15:09 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

منتجع فاخر على شكل عش الطيور في كينيا

GMT 10:27 2015 الإثنين ,12 كانون الثاني / يناير

عجوز بريطانية تستعيد ذاكرتها في عملية الأولى من نوعها

GMT 02:46 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تؤكد أن تناول الفطر يساعد على خسارة الوزن
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq