الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يوصف بأنه "صوت البندقية" الذي يُعبِّر عن الوضع الراهن تحت الاحتلال

الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات

الفن الفلسطيني في قطاع غزة
غزة ـ محمد حبيب

يُحاوِل الفن الفلسطيني في قطاع غزة الخروج من دائرة ضعف الإمكانات إلى حيث الإبداع وتقديم الجديد بأي وسيلة يمتلكها، فيُصِرّ الفنان الغزي أمام الصعوبات على التحدِّي وعدم التوقف عندها، ويواصل مسيره مستعينًا بكل ما أوتي من قوة وتتعالى أصوات الفنانين الفلسطينيين في غزة، مطالبين بحماية الفن والفنانين من الانقراض، حيث بات الفنان مهضوم الحقوق في حال يُرثَى له، ينتظر عين المسؤول التي تكفل حقوقه وتحفظ أعماله من الضياع. الفنان الواعد محمد الحجار يؤكِّد "حقي أصبح مهضومًا، وليس لديّ حقوق يُحافظ عليها من ناحية الشهرة والأعمال المنتجة". الوضع الصعب للفن دفعه لعمل أستوديو تسجيل خاص به داخل بيته، لكن أعماله لا تكون بالكفاءة والجودة المطلوبة. لكن الكبت الفني دفعه بأن يطور من نفسه، فلديه أعمال كثيرة تنتظر إبصارها النور في ظل هذا الحال المرير. ونوه الحجار بأن الشعب لا يهتم كثيرًا بالفن وعدم وضوح فكرة الفن الإسلامي والوطني لديه، واللجوء لفنانيّ الخارج وعدم الثقة بوجود ناس محترفة ومبدعة. وفي الشارع الغزّي نرى عزوفًا كبيرًا من قبل المواطنين عن الفنان في غزة، وإقبالهم الشديد على الفنانين الخارجي أمثال عبد الرحمن القريوتي وعبد الفتاح عوينات وغيرهم.
أما المنشد محمد كباجة فيؤكد بأن الفن موجود وبقوة، بتوافر الملحنين والكتاب والموزعين والمخرجين، ويرى أن الخلل يكمن في الإعلام في إيصال قضيتهم للجميع حيث راح يهتم بمن هو خارج أسوار غزة وتجاهل مكانتهم، مما جعل الناس لا يعرفون عنهم شيئًا.
وأعلن أن المؤسسات الإنتاجية غير قادرة على تلبية الحاجات نظرًا إلى قلة التجهيزات والإمكانات المحدودة، والفنان في حاجة لتكاليف كبيرة لا يقدر عليها من أجل إنجاز أعماله، مطالبًا ببناء شركات إنتاج في غزة تخفف قليلاً عن كاهله وتنهض به.
ويعاني القطاع من نقص ملحوظ في المؤسسات الفنية الإنتاجية التي تعاني من نقص في المعدات والتجهيزات التي تساعد الفنان في إنجاز أعماله والترويج لها وعرضها.
ويُوصف الفن بأنه صوت البندقية الذي يعبر عن الحال في ظل الوضع الراهن تحت الاحتلال.
ويعلن الممثل المسرحي راجي النعيزي أن المشكلة لا تكمن في الفنان نفسه بل في الفن بشكل عام، متسائلاً عمن سيحتضنه ويدافع عنه، حيث عزف عنه الجميع ولم يكيلوا له الاهتمام؟ من يحمي الفنان الذي أصبح حقه مهضومًا؟
وأوضح النعيزي بأن الفن أصبح تجارة فيه عرض وطلب حسب الظروف المعيشية للوضع الفلسطيني، منوهًا بأنه لا توجد مؤسسات تهتم بالفن كفن له مكانته، بل تحتضن الفنانين تحت إطار نقابي لا أكثر.
وأشار إلى أن الفن ينتظره مستقبل مظلم، ويتقدم بشكل بطيء، فليس هناك أية جهة تدعم الفنان تدافع عنه وتساعده في إنتاج أعماله، معتبرًا أنه من الصعب تحميل أحد المسؤولية لأن الفنان يريد بيئة تساعده على الظهور ولا تتوافر حاليا مثل مصر، الذي يجد فيها الفنان حريته، ويتمتع بأعماله بصورة مغايرة عن الحال في غزة.
وعكف العديد من الفنانين في غزة عن الفن، وأصبحوا يعملون في مجالات مختلفة كالبناء والتجارة لعدم وجود من يدعمهم ويكفل له العيش الكريم .
من جهته، أعلن رئيس رابطة الفنانين الفلسطينيين سعد كريّم بأن الفن الفلسطيني يعاني من عدم اهتمام الجهات الحكومية، مبينًا أنهم يمتلكون خطة تشغيلية ترتقي بالفن لمستوى القضية الفلسطينية.
ويؤكِّد كريّم "الفنان الفلسطيني قدم روحه وماله وقدم جهده في سبيل قضيته العادلة، فهو مجاهد على ثغر الفن المقاوم الهادف".
وأفاد "نمتلك خطة واضحة المعالم للارتقاء بالفن والفنان الفلسطيني محليًا ودوليًا ولكن هذا يتطلب تعاون الجهات الحكومية مع الرابطة"، مطالبًا بالاهتمام بصناعة المواهب من فرسان الفن الهادف وتسليط الضوء الإعلامي عليهم للتعريف بهم وتصديرهم للمشاركة في الساحات والمحافل الدولية.
وتساءل كريّم عن دور بعض الفضائيات الفلسطينية؟ وأين التكامل بين الإعلام المقاوم والفن المقاوم؟ وأين تكريم الحكومة الفلسطينية وجهات الاختصاص للفنانين الذين قدموا فنًا نظيفًا هادفًا ومقاومًا؟، ولو بلقاء بسيط يعبر عن موقف حب وتقدير منهم لهؤلاء الفنانين.
وحصل فيلم "عاشق البندقية" على المركز الأول في مهرجان اتحاد الإذاعات والتليفزيونات الإسلامية، مما يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح للمسار الفني، وتمثيل فلسطين فنيًا في محافل دولية عدة.
وبهذا يكون الفنان له حقوق يطالب بها بانتظار من يمد له يد العون والمساعدة، كما تنتظر العديد من المؤسسات الفنية توفير التجهيزات اللازمة والدعم ليصبح الفن له مكانته ويعود للواجهة من جديد.
ومع حالة ضعف الإمكانات التي يعانيها القطاع الفني الفلسطيني، فإن التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء الانقسام هما الحاجة الماسة لهذا القطاع، كما يقول كريّم، إضافة إلى إعداد خطط إستراتيجية وتشغيلية مرحلية للعمل الفني، وتكاتف وتوحيد الجهود الحكومية والخاصة في دعم وتمويل تنفيذ الخطة الإستراتيجية بمراحلها المتمثلة في الخطط التشغيلية المرحلية.
ويُوضِّح: "بعض العوائق البسيطة يُتَغلب عليها بإصرار وعزيمة الفنانين الفلسطينيين وتحديهم للاحتلال من خلال الفن المقاوم، ولكن الفن صناعة ويجب اكتمال أركانها"، مبينًا أنه في كثير من الأحيان يتم تجاوز العائق وإتمام العمل الفني بوجود نقص في المعدات أو الخبرة البشرية، وهذا يسهم في ضعف روح الإبداع عند الفنانين، ويؤدي إلى تقليل جودة المنتج الفني، وأيضًا يحدث أن يتم العمل من خلال الاستعانة بالخبرات الفنية الخارجية، وبعض الشركاء الذين تربطهم بجهات داخل غزة اتفاقيات تعاون مشترك، مع التخلص من العشوائية في التعامل مع المشكلات التي تواجه العمل الفني، واعتماد الدراسات المتخصصة، والاستفادة من مخرجاتها، وتشكيل لجان مختصة لتنفيذ المخرجات للوصول إلى حلول ناجعة.
وحسب قول كريّم، فإن الكثير من المؤسسات الفنية الغزية الحكومية وغير الحكومية تمتلك علاقات مع جهات فنية خارجية، وتحصل على دعم من جهات دولية، إلا أن "تشتيت الجهود وتكرار العمل من دون خطة موحدة يجعلان الفنان الغزي لا يشعر بنتيجة هذا الدعم".
ويُبيِّن أنه منذ سنوات طويلة لم يخرج أي وفد فني متخصص من غزة لتطوير قدراته لدى جهة دولية، ولو مرة واحدة في العام، ولكن خلال العام 2012م، سافر وفد من خمسة وعشرين فنيًّا من المهن السينمائية في غزة إلى جهاز السينما المصري والمعهد العالي للسينما، من خلال الشراكة التي تربط رابطة الفنانين الفلسطينيين بنقابة المهن السينمائية المصرية، وكذلك غادر القطاع خمسة عشر فنانًا من المطربين والعازفين ومن فرق الدبكة الشعبية ليمثلوا فلسطين في تونس، حيث أحيَوْا مهرجانات فنية لنصرة فلسطين في ست ولايات تونسية في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات



GMT 17:04 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الجزء الأول من "كابتن أنوش" في حلقات يومية على MBC مصر

GMT 14:28 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة نبيلة عبيد تكشف سبب سافرها إلى الخارج

GMT 04:41 2017 الأربعاء ,31 أيار / مايو

إلياس سنوسي يكشف عن مخطط الوكالات السياحية

GMT 05:38 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ميشيل أوباما تخطف الأنظار بفستان من دار "فيرساتشي"

GMT 13:18 2020 الثلاثاء ,14 إبريل / نيسان

دليلك الشامل عن أهم المطاعم في اليابان

GMT 00:51 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

فساتين مشجرة من مجموعات أزياء ريزورت 2020 بحسب طولك

GMT 14:00 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

تناول بيضة واحدة يومياً يحمي من الإصابة بالسكري

GMT 12:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أهم محطات الفنان صلاح قابيل في ذكرى رحيله

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كيكة الشوكولاتة الداكنة بزبدة الفول السوداني والموز
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq