خبير اقتصادي يؤكّد أنّ الأنظمة المصرفية العراقية بعيدة عن المعايير الدولية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تردّي الخدمات يُضعف ثقة المواطنين ويدفع التجار إلى بنوك دول الجوار

خبير اقتصادي يؤكّد أنّ الأنظمة المصرفية العراقية بعيدة عن المعايير الدولية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - خبير اقتصادي يؤكّد أنّ الأنظمة المصرفية العراقية بعيدة عن المعايير الدولية

البنك المركزي العراقي
بغداد-العراق اليوم

يعاني رجال الأعمال في العراق من ضعف الأنظمة المصرفية ما يدفعهم إلى اللجوء الى مصارف دول الجوار في تعاملاتهم التجارية الدولية، بينما لا يثق كثير من المواطنين بها ويدّخرون أموالهم في منازلهم.ويقول الخبير الاقتصادي ورئيس اتحاد المحامين في الديوانية عباس عنيد غانم، إن "الأنظمة المصرفية العراقية الآن بعيدة عن المعايير الدولية".وتعود المشاكل، وفق غانم، إلى عقود خلت، وتحديدا إلى التسعينات حين تسببت العقوبات المفروضة على نظام صدام حسين في عزل العراق عن العالم.وعقب غزو قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة البلد عام 2003، أدت عمليات النهب الواسعة إلى إفراغ البنوك من السيولة.وتأسس منذ ذلك الحين أكثر من 70 مصرفا، لكن القطاع في الإجمال لم يتطور.وأفاد البنك الدولي عام 2018 أن أكبر ثلاثة مصارف، وهي الرافدين والرشيد والعراقي للتجارة المملوكة للدولة، تستحوذ على نحو 90 بالمئة من أصول القطاع.

- "لا تسهيلات" -

وتتولى المصارف العامة الثلاثة أساسا دفع رواتب ثمانية ملايين موظف عراقي. لكن الدولة اضطرت للاقتراض منها إثر انهيار أسعار النفط هذا العام، ما رفع دينها المحلي.بالنسبة لمدير مجموعة الأخيار للمقاولات عادل الصالحي، تكمن مشكلة المصارف العامة في أنها تكتفي "بالقروض (للدولة) ودفع رواتب الموظفين ولا يهمها التعامل مع قطاع التجارة ودعم رجال الأعمال".وينطبق ذلك خصوصا على مصرفي الرافدين والرشيد، وبدرجة أقل على المصرف العراقي للتجارة الذي أسسته سلطة الائتلاف المؤقتة الأميركية بإشراف الحاكم المدني بول بريمر عام 2003.لكن غانم يوضح أن "المحاصصة الطائفية والحزبية في النظام السياسي والفساد الإداري والمالي أمور أثرت على هذه المؤسسة المصرفية" ما حصر دورها تقريبا في إقراض الحكومة.ومع أن المصرف العراقي للتجارة هو الوحيد الذي يمكّن التجار من فتح اعتمادات، إلاّ أنه "لا يقدم أي تسهيلات مصرفية لنا (رجال الأعمال)، ويطلب منا ضمانات بقيمة عالية جدا تصل إلى 110 بالمئة لتوفير خطاب ضمان فقط"، وفق الصالحي.ودفع ذلك مجموعة الأخيار للمقاولات إلى اللجوء لخدمات مصارف خارج البلاد، على غرار كثير من الشركات التي صارت تعتمد على بنوك في الأردن وتركيا ولبنان أو حتى إيران لتسهيل تعاملاتها.ولا يتعلق الأمر بالتسهيلات المالية فقط، بل يطال كذلك، وفق الصالحي، "الشفافية" في المعاملات وتوفير "موظفين خاصين من داخل البنوك (...) حسب تقييم وعمل التاجر"، عكس المصارف العراقية التي "تتعامل معنا كموظفين وبأسلوب جاف".ووفق البنك الدولي، حصل أقل من 5 بالمئة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة على قروض من المصارف المحلية العراقية، فيما لجأ أغلب التجار والمستثمرين إلى الاقتراض من العائلة والأصدقاء.وأرجع غانم ذلك إلى ارتفاع قيمة الفائدة التي تأخذها المصارف، لا سيما في المشاريع الاستثمارية، فهي "تراوح بين سبعة إلى عشرة بالمئة في حين بأغلب مصارف العالم المتطورة لا تصل إلى أكثر من واحد في المئة".وجاء العراق في المرتبة 172 من بين 190 دولة مصنفة في تقرير "مؤشر سهولة ممارسة الأعمال" الصادر عن البنك الدولي، متقدما بالكاد على أفغانستان وسوريا التي تمزقها الحرب رغم أنه ثاني منتج للخام في منظمة "أوبك".

- الأموال في المنازل -

ولا تقف مشاكل القطاع المصرفي العراقي عند الشركات، إذ لا تجد خدماته إقبالا من المواطنين أيضًا.وتشير أرقام البنك الدولي إلى أن 23 بالمئة فقط من الأسر العراقية لديها حساب في مؤسسة مالية، وهي نسبة من بين الأدنى في العالم العربي. وأصحاب تلك الحسابات هم خصوصا من موظفي الدولة الذين توزع رواتبهم على المصارف العامة نهاية كل شهر.لكن الرواتب لا تبقى طويلا في الحسابات، إذ سرعان ما تتشكل طوابير أمام المصارف من الموظفين الذين يسحبون رواتبهم نقدا ويفضلون إبقاءها في بيوتهم، بسبب ضعف ثقة العراقيين في البنوك.ولا تزال ذكريات نهب وسرقة المصارف إبان الغزو عام 2003 حاضرة في الأذهان، وقد خسر حينها كثيرون مدخراتهم.وكان نبيل كاظم أحد الضحايا. ويقول لفرانس برس إنه بعد سرقة البنوك، "لاقيت صعوبة كبيرة لاسترجاع أموالي. ولم يحصل ذلك إلاّ بعد أعوام ما أفقدني الثقة بالمصارف".إضافة إلى ذلك، يُرجع كاظم احجامه عن إبقاء أمواله في البنك إلى عدم توفر آليات دفع إلكتروني وعبر البطاقات في "تعاملات البيع والشراء وخصوصا في التعاملات بالمبالغ الكبيرة".ويفضل كاظم اللجوء إلى خدمات مكاتب الصيرفة أو المصارف الأهلية للحصول على تحويلات مالية من الخارج لأنها "أفضل وأسرع من المصارف الحكومية بل حتى أكثر أمنا منها".ويوضح الخبير الاقتصادي عباس عنيد غانم أن "المصارف العراقية لا تسمح الإيداع بالدولار لأغراض التوفير وهذا يسبب خسارة كبيرة للعملة الصعبة".ويكشف ذلك ضعف الثقة أيضا في العملة المحلية، فكثير من المواطنين "يحوّلون مدخراتهم وأموالهم إلى الدولار ويكتنزونها في المنازل".ويشير غانم إلى وجود مفارقة بين الخطاب الرسمي والواقع. "فالدولة تناشد المواطنين ايداع مدخراتهم بالمصارف" في حين "لا تقوم بتعديل قوانين هذه المصارف ولا توفر لهم أي خدمات أساسية".

قد يهمك ايضا :

"المركزي" المصري يؤكّد اقتراض السوق 2.2 تريليون جنيه من 2014 وحتى 2020

حاكم مصرف لبنان المركزي يعلن أن البنوك العاجزة عن زيادة رأس المال عليها مغادرة السوق

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبير اقتصادي يؤكّد أنّ الأنظمة المصرفية العراقية بعيدة عن المعايير الدولية خبير اقتصادي يؤكّد أنّ الأنظمة المصرفية العراقية بعيدة عن المعايير الدولية



GMT 22:48 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:16 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

"آبل" تطلق الهاتف "iPhone XS Max" بسعر يبدأ من 1099 دولار

GMT 19:34 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

مدير أعمال هيفاء وهبي ينفي إصابتها بالسرطان

GMT 13:54 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الفرنسي كيليان مبابي يتفوق علي ميسي ورونالدو

GMT 02:48 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

السهواجي يؤكّد أن " تكميم المعدة" الأفضل لإنقاص الوزن

GMT 00:28 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

رجاء الجداوي "سعيدة" بمُشاركتها في احتفالية ذوي الاحتياجات

GMT 05:01 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

سيدة تُحاول إحراق نفسها في ساحة التل بطرابلس

GMT 07:00 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إدريس ديبي في القدس المحتلة في زيارة هي الأولى لرئيس تشادي

GMT 11:18 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة من العيار الثقيل في قضية مقتل "طالب الرحاب "

GMT 15:00 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب السعودي يواصل استعداداته النهائية لمواجهة الأردن

GMT 21:17 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود الخطيب يسافر إلى ألمانيا الأحد المقبل

GMT 01:07 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أطباء يُقدِّمون نصائح في تناول المُكمِّلات الغذائية

GMT 08:09 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عارضات الأزياء يكسرن القاعد مع ظهور صاحبات الجسم المُمتلئ

GMT 15:50 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إحباط تفجير جديد على مراسم الأربعينية في خانقين

GMT 16:01 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعدمون مواطناً يمنياً أمام أطفاله في مدينة ذمار
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq