الروائية لطفية الدليمي تكشف عن نشأتها الأولى وانحدارها من سلالةٍ مائيةٍ
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أوضحت سبب اختيار الكتابة عن الرسم وتحدّثت عن "سيّدات زحل"

الروائية لطفية الدليمي تكشف عن نشأتها الأولى وانحدارها من "سلالةٍ مائيةٍ"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الروائية لطفية الدليمي تكشف عن نشأتها الأولى وانحدارها من "سلالةٍ مائيةٍ"

الروائية لطفية الدليمي
بغداد - العراق اليوم

أكّدت الكاتبة والروائية والمترجمة لطفية الدليمي، أنّ نشأتها الأولى تشكّلت بفعل مؤثرات البيئة والتعليم والقراءة الذاتية المتحرّرة من الكوابح الثقيلة، وتوضّح أنها تحدّرت من سلالةٍ مائية.
قالت الكاتبة والروائية: "درستُ الموسيقى في المرحلة الثانوية منتصف خمسينيات القرن الماضي على يد الأستاذة المبدعة (بياتريس أوهانيسيان) التي كانت تدهشنا بمحاضرتين ممتعتين أسبوعياً، وأذكر كيف دعتنا لحضور عرضها الموسيقي المبهر على قاعة (بهو الأمانة) التي صارت قاعة الشعب فيما بعد. تألقت أوهانسيان في عزفها وهي ترتدي فستاناً بالغ الاناقة بلا أكمام، وراحت تلاعبُ مفاتيح البيانو أمامها مثلما يفعل أي عازف عالمي عبقري. هكذا كان حال العراق في تلك الأيام: عراق الأحلام النازع بثقة تجاه الغد مثلما كانت (تايتانك) سفينة الأحلام الموعودة، وحصل ذات الشيء مع مادة الرسم؛ فقد إعتادت الفنانة الراحلة (نزيهة سليم) على تدريسنا حصتين أسبوعياً. لم تكن الدروس تقلداً روتينياً لسدّ فراغٍ أو رفع العتب؛ بل كان درساً ثقافياً يتغلغل فيه الرسم إلى ثنايا عقولنا ويسائل تفاصيل صغيرة مسكوتاً عنها في حياتنا اليومية.

وكشفت سبب اختيارها الكتابة عوضا عن الموسيقى أو الرسم، قائلة: "لأنني إنسانةُ خُلِقت لتكون كاتبة بحسب مؤشرات النشأة الأولى التي أملت عليّ أوامرها الملزِمة: لطفية، كوني كاتبة، فكنتُ كاتبة!! أوظّفُ الموسيقى بخاصة في سردياتي الروائية، وقد كتبتُ الكثير بشأن دور الموسيقى في تشكيل جملتي الروائية. أنا موسيقية وتشكيلية طبيعية متقنّعة في صورة الروائية التي يعرفها الناس، وكتبتُ الكثير حول كُتّابٍ عديدين من مختلف الجغرافيات البشرية واللغوية؛ لكن كتابي (مملكة الكّتّاب العظام) يتفرّد بأنّه الكتاب الكامل الذي خصّصتهُ لعظماء الأساتذة وكبار المعلّمين. هسّه، كازانتزاكي، ماركيز هم ثلاثة أضلاعٍ في مثلّث من الغوروهات (على نسق معلّمي الحكمة المشرقيين في البوذية)، وتحفل كتاباتهم بكوكتيل معتّق من الفلسفة والخبرات البشرية والرؤى المتفرّدة، وأرى أنهم سيبقون معلمين كباراً للأجيال القادمة".

وبيّنت أن "رواية (سيّدات زحل) هي الرواية الأولى التي كتبتُها بعد غزو العراق عام 2003، وقد جعلتها ملعباً مارستُ فيه حريتي الكاملة في تطبيق رؤيتي الجديدة بشأن كون الرواية كشفاً معرفياً مقدّماً في إطار مسرودة حكائية تنطوي على ماينبغي من عناصر الإمتاع القادرة على الإمساك بانتباهة القارئ وجعله غوّاصاً يتشارك الروائي في مساءلة موروثات التأريخ ووقائع الحياة الحاضرة، وأردتُ من رواية (سيدات زحل) أن تكون مساءلة عسيرة لتأريخ العراق بكلّ إشكالياته المسكوت عنها والتي قادت إلى خراب العراق الذي شهدنا ذروته بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003. العراق كتلة حرجة (بالمعنى الاستعاري المستخدم في الفيزياء النووية)؛ فهو بقدر ما يضمّ عناصر حضارية يمكن أن تجعل منه ياباناً في الشرق الأوسط (كما كتبتُ في إحدى مقالاتي المنشورة في المدى) لكنه في الوقت ذاته يمكن أن يتمزّق كرداء بالٍ إذا ماارتكن أبناؤه إلى المرويات التأريخية القاتلة التي تعلي شأن الخرافة الطائفية وتضعها في مقامٍ أرفع من الخصيصة العراقية الرافدينية. كشفت (سيدات زحل)، ومن خلال شواهد إنسانية محدّدة، عن المسكوت عنه في تأريخنا العراقي القريب والبعيد، ويمكن لتلك الشواهد أن تكون نقطة شروع في بناء حضاري جديد للعراق متى ماخلصت النوايا وطرحت السرديات الفرعية التي تسعى لجعل العراق حصة حصرية لبعض مكوناته البشرية".

وُلدت الكاتبة والروائية والمترجمة لطفية الدليمي، في بعقوبة في محافظة ديالى وأكملت دراستها في مدارس بغداد، وحصلت على شهادة بكالوريوس آداب في اللغة العربية، وعملت في مجال التدريس في اللغة العربية قبل أن تنتقل للصحافة حيث عملت محررة للقصة في مجلة الطليعة الأدبية العراقية، ثم مديرة تحرير مجلة الثقافة الأجنبية العراقية. أسست سنة 1992 مع عدد من المثقفات العراقيات منتدى المرأة الثقافي في بغداد، عضو مؤسس في المنبر الثقافي العراقي، وتُرجِمت قصصها إلى اللغات المختلفة، عملت رئيسة تحرير مجلة هلا الثقافية الشهرية التي صدرت في بغداد عام 2005، وكتبت وألفت العديد من الروايات القصص والمؤلفات منها: ممر إلى أحزان الرجال (قصص)، البشارة، التمثال، عالم النساء الوحيدات، من يرث الفردوس، موسيقى صوفية (قصص)، حديقة حياة- (رواية)، يوميات المدن، سيدات زحل، عُشّاق وفونوغراف وأزمنة... وغيرها.

ومن الأعمال المترجمة عن الإنجليزية: بلاد الثلوج (رواية)، ياسونارى كواباتا، ضوء نهار مشرق (رواية)، من يوميات أناييس نن، فيزياء الرواية وموسيقى الفلسفة، الثقافة، لتيري إيغلتون، وغيرها، كما كتبت عددا من المسرحيات، بالإضافة إلى إسهامها في إعداد الندوات الثقافية ومن الندوات التي أسهمت بأعدادها وأشرفت عليها وشاركت في أعمالها من 2003 إلى 2006 منها ندوة عن تدمير وسرقة المواقع الثقافية والآثار –لمركز شبعاد -2004، ندوة وسيمينار عن عالم الاجتماع علي الوردي – المنبر الثقافي العراقي ، 2005

قد يهمك ايضا 

"كانت عذراء" مجموعة قصصية لمحمود زيدان تشارك في معرض الكتاب

 "استئصال الشر" فيلم وثائقي يروي تفاصيل دحر الإرهاب في اليمن

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروائية لطفية الدليمي تكشف عن نشأتها الأولى وانحدارها من سلالةٍ مائيةٍ الروائية لطفية الدليمي تكشف عن نشأتها الأولى وانحدارها من سلالةٍ مائيةٍ



GMT 12:26 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لوكاس دين يتحدى محمد صلاح قبل موقعة "ديربي الميرسيسايد"

GMT 15:33 2018 الخميس ,17 أيار / مايو

472 مليون درهم قيمة تصرفات عقارات دبي الخميس

GMT 21:03 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض احتجاج الاتفاق ضد الحكم ستيفان لوب

GMT 07:27 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

أبرز إطلالات كيت ميدلتون المستوحاة من الأميرة ديانا

GMT 06:43 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

رؤساء من أصل عربي حكموا في أميركا اللاتينية

GMT 13:06 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المهارات الحياتية وسعادتنا

GMT 20:40 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان حسن الفذ يستعد لعرضه الجديد "شكون هو كبور؟"

GMT 15:54 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات تستقبل نحو 443 نوعًا من الطيور سنويا

GMT 19:20 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

"البطريق" مخلص لزوجته وحالات "الطلاق" لا تتعدى 25%
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq