وداعاً سامي المهنا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

وداعاً سامي المهنا

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - وداعاً سامي المهنا

سامي المهنا
بقلم : سلمان بن أحمد العيد

من الصعب على الإنسان، أن ينعى عزيزاً ، ومن المؤلم جداً ، أن يجد المرء نفسه ، يسكب الدموع أو الكلمات ، لترثي قلباً بحجم قلب وطيبة ونقاء وإخلاص ، زميلنا الغالي الدكتور سامي المهنا ، الذي انتقل إلى رحمة الله .

«أبو سلمان» كما يلقبه الجميع، نجح أن يترك بصمته طيلة مسيرته ، في قلب وعقل وفكر كل من عاشروه ، كانت ابتسامته العفوية ، وضحكته الخجولة ، علامة على ما يمتلكه من حب في نفوس الجميع .

كان ـ رحمه الله ـ يكتفي بابتسامة عذبة أو ضحكة خجولة ، ولا يعقب بكلمة.

طيلة سنوات كثيرة، ونظراً لطبيعة العمل، كنت أوجه له اللوم أو العتب، وأحياناً أغضب منه، ولكني بعد فترة قليلة، يجبرني وجهه البشوش على تناسي أي شيء ، لم يكن «أبو سلمان» مجرد زميل ، أو صديق ، أو أخ، على المستوى الإنساني والشخصي فقط ،لكنه كان إنساناً بمعنى الكلمة ، ستظل في القلب .

إنني شخصياً، لا أجد كلمة توفي فقيدنا الراحل حقه من التكريم الذي يجدر أن يليق به، ميتاً، وهو الذي أوجد بغيابه، هذا الحزن الذي يشع في الوجوه، وأرى عيون محبيه والدموع تكاد تتحجر فيها، أسى عليه، ولكن لا راد لقضاء الله، لله ما أعطى، ولله ما أخذ.

طيلة سنوات طوال، من الصداقة والأخوة مع الدكتور سامي المهنا ، وجدت نفسي أمام طراز نادر من الرجال، كان متواضعاً أقصى درجات التواضع، وقليلاً أو نادراً ما كان يطلب شيئاً لنفسه، كنت أراه، وهو يحمل أوراقاً فيها هموم لأناس غيره، يجري بها هنا وهناك لإنجازها، خدمة لهم، ودون أن يبغي لنفسه شيئاً، وعندما كنت أمازحه، عن ماذا يستفيد من هذا التعب، كان ـ رحمه الله ـ يكتفي بابتسامة عذبة أو ضحكة خجولة، ولا يعقب بكلمة.

لا أدري ماذا أقول اليوم، بعد أن وارينا «أبو سلمان» الثرى، وماذا أقول لمحبيه وأصدقائه، وماذا أقول لأسرته وأبنائه وبناته؟ بل ماذا أقول للردهات والممرات التي شهدت تجوالنا؟.

كل كلمات الرثاء صعبة، وكل كلمات النعي متحجرة..

لا أملك إلا أن أقول في هذه اللحظة، إلا رحم الله الدكتور سامي المهنا .. وأسكنه فسيح جناته، وألهم آله وأسرته وذويه ومحبيه كل الصبر والسلوان..

فوداعاً أيها الأخ والصديق .. وداعاً أيها الرجل الطيب .

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً سامي المهنا وداعاً سامي المهنا



GMT 15:02 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

من عيون شعر العرب - ١

GMT 14:39 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

أبيات من شعر أبو الطيب المتنبي

GMT 14:46 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أبيات من الشعر اخترتها للقارئ

GMT 14:27 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي

GMT 14:57 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

GMT 17:01 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل

GMT 03:08 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر قناص بريطاني في العراق يروي قصته مع الحروب

GMT 11:26 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

المدعية العامة لنيويورك تقاضي شركة "أمازون"

GMT 08:59 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

عبدالرحمن خلف يتوج بذهبية بطولة روسيا للتايكوندو

GMT 09:15 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

والد إرهابي سعودي يساعد في القبض على نجله
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq