باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي

أستاذة الفلسفة في جامعة القاهرة، الدكتورة هالة فؤاد
عمان - العرب اليوم

أكدت أستاذة الفلسفة في جامعة القاهرة، الدكتورة هالة فؤاد، أن المثقف العربي ما يزال ينظر إلى ذاته بوصفه ذلك الكائن المتميز جدًا، والمطحون بين سندان السلطة المستبدة بتجلياتها كافة، ومطرقة "العامة" الثقيلة.

وأضافت فؤاد، خلال محاضرة تحت عنوان "مأزق علاقة المثقف العربي مع السلطة"، في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، الإثنين، في العاصمة الأردنية "عمان" ، "إن هذا المأزق يتحدث عن ثنائيات ظننا أننا تحررنا منها، ولكنها هي المأزق الكلاسيكي ذاته، الذي كان موجودًا في العصور الماضية، إذ أن المشهد التاريخي ليس منفصلًا عما يحدث في الواقع العربي الراهن، فما نزال نعاني هذه المأساة للمثقف الذي يعاني وضعية الضغط تحت سلطة مستبدة في تجليات متعددة".
وأشارت الدكتورة فؤاد، إلى أن المثقف يعمل أحيانًا من أجل الدفاع عن توازنه العقلي في عالم عبثي بامتياز، واستطردت "وفي الحقيقة أننا لا نمتلك إجابات، وعلينا أن نكف عن التعاطف مع أنفسنا على أننا في مأزق بين سندان السلطة ومطرقة العامة، بحيث يمكن أن يكون لدينا مطرقة نصنع بها تاريخنا، ونكف عن هذه الأوضاع الزائفة".
وتساءلت الدكتورة خلال المحاضرة، "لماذا يجب أن يكون شكل الثقافة محصورًا في الشعر والأدب والرواية والموسيقى الكلاسيكية، وعن كيفية التعامل مع "شعبوية الثقافة" التي جاءت بالرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر صناديق الاقتراع، وأخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولماذا أصبح المثقف العربي مريضًا إلى درجة أنه أصيب العدوى باستبدادية السلطة ذاتها إلى أن أصبح مستبدًا، فكثيرًا ما نرى في مجتمعات المثقفين اتهامات بالعمالة والخيانة والانتهازية والاستبداد الثقافي؟".
 
 وبينت الدكتور فؤاد، في المحاضرة التي أدارها الوزير الأسبق الدكتور زيد حمزة، أن للمثقف وسائله في إغراء السلطة، وجعلها تسعى إلى استيعابه أو التفاوض معه، وهناك ممارسة لهذه الآليات اليوم، وهناك تلاعب وتفاوض بين المثقف الذي يحتقر السلطة ويزدريها، ويرى أنه صاحب الحق في أن يكون في الصدارة، ولكنه يستجدي هذه السلطة طيلة الوقت، وينتظر منها أن تمنحه حرية أن يتحدث وأن يعبر.
 
كما قالت فؤاد،"إن الذي يشغلنا لماذا يصر المثقف على أن يتعامل مع نفسه على أنه الضحية أو المقموع والمقهور، وينتظر دور المخلص ليأتي ليحرره من هذه الوضعية المأساوية، هذا المنطق هل يتفق مع مفهوم الثقافة والمثقف،أليس من الطبيعي أن المثقف هو من يأتي مضادًا للتيار، ويسعى للتغيير ويتمرد على كل الوضعيات السائدة، ومن ثم ينتزع حريته ولا ينتظرها! فهذا وعي بالذات للمثقف بوصفه المقموع أو المقهور أو المغلوب على أمره، وكأن على المثقف أن لا يدفع ثمنا".
 
فيما أوضحت أستاذ الفلسفة، أن دور المثقف المتعالي المنظر الذي يحلل ويشرح، وكأنه ليس جزءًا من المشهد، جزء من أزمة الثقافة العربية، وأن المثقفين العرب يعانون من ازدواجية مرعبة ما بين قناعاتهم وتصوراتهم، وما يعلنونه من مبادئ وبين ممارستهم على الأرض، ما أفقدهم لمصداقيتهم عند الناس الذين يتحدثون عن رغبتهم في مساعدتهم ولكنهم يتعالون عليهم.
وخلصت فؤاد، إلى "أننا لم نصنع مفهومًا واحدًا- على الصعيد الثقافي - ينبع من بيئتنا وعالمنا، ولا يوجد مفهوم واحد فنحن نتبنى المفاهيم التي تأتي لنا، وفي الوقت الذي نتحدث عن الاختلاف طوال الوقت لا نحتمل هذ الاختلاف، وهذه آفة لدى كل التيارات الثقافية، فهناك أصولية ليبرالية وأصولية ماركسية لا تختلف جذريًا عن الأصولية الدينية".
 
كما دعت الدكتورة فؤاد، إلى الخروج من منطق "الثنائيات الحادة"، والبحث عن مناطق قد تبدو ملتبسة لكنها حقيقية، متسائلة، هل هناك إنسان لا توجد لديه مناطق أصولية أو مناطق محافظة بدرجة ما، وأكملت "نحن على الرغم أننا نعلم طلبتنا في الجامعات التحرر والتمرد والليبرالية، ولكننا لا نحتمل وجود طالب واحد متمرد".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي باحثة ترصد مظاهر ازدواجية المثقف العربي خلال منتدى شومان الثقافي



GMT 22:21 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 09:19 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ليونيل ميسي يجرد كريستيانو رونالدو من رقم قياسي

GMT 17:50 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الدكتور عمرو خالد يؤكد أن سورة النور تقهر ظلام الإلحاد

GMT 01:44 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات تدريب طفلكِ على ترتيب حقيبة المدرسة بنفسة

GMT 12:55 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

رابطة ملاك الخيل في الباحة تنظم سباق القدرة والتحمل الأول

GMT 09:35 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

صندوق النقد الدولي يفكر بخطوة إنقاذية نادرة

GMT 17:02 2014 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ضبط 4 عناصر متشدده بحوزتهم حزام ناسف و4 قنابل في الشرقية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq