سوريات يتحدين الرجال ببعض الأعمال الشاقة ويثبتن نجاحهن
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

سوريات يتحدين الرجال ببعض الأعمال الشاقة ويثبتن نجاحهن

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - سوريات يتحدين الرجال ببعض الأعمال الشاقة ويثبتن نجاحهن

سوريات يتحدين الرجال ببعض الأعمال الشاقة
دمشق - العرب اليوم

لم تعد الأعمال الشاقة حكرا على الرجال، بل استطاعت المرأة أن تتحدى الرجل في بعض الأعمال الصعبة وتترك بصمة واضحة وناجحة في عملها وتجعل الرجل يتساءل هل ستنجح؟ وهل ستستمر في العمل الشاق لسنوات أم أنها ستكتفي بأن تكون ربة منزل؟
لعل الإصرار في إثبات أنفسهن في تلك الأعمال الصعبة، والتي تتطلب جهدا عضليا كبيرا، جعل بعض النساء في محافظة السويداء (جنوب سوريا) يقدمن على أعمال قد تبدو صعبة وغريبة على المرأة، ولكن الاستمرار في العمل لعدة سنوات جعلهن محط حديث وتحد كبيرين لدى الكثير من الرجال.

الأنسة سامية هلال (46 عاما) تدير معملا لصناعة الرخام وحجر البازلت الذي تشتهر به محافظة السويداء، كما أنها تقف أمام منشار لقص الحجر، لتصبح أول سيدة سورية تعمل في مجال قص الحجر. كما أنها تقود العربات الثقيلة داخل منشأتها التي ورثتها عن أبيها لتتحدى الرجال وتكون قدوة حسنة للكثير من الرجال الذين يتقاعسون عن عملهم.

وقالت سامية هلال، التي تعيش مع والداتها وأخوها الصغير، "إنني أوفق بين عملي الحكومي وعملي الخاص الذي هو جزء من هويتي لاثبت أنني قادرة على إدارة المنشأة التي تحتاج إلى جهد وعمل لساعات طويلة"، مؤكدة أنها تشعر بأنها "متفوقة على الرجال من خلال التزامها بتسليم إي عمل يطلب منها في وقته المحدد".
وبالإضافة إلى عمل سامية هلال في قص الحجر، فقد دخلت الآن عالم تعهدات البناء لتشدد المنافسة أكثر فأكثر مع الرجال وتضع نفسها في تحد جديد، ربما لم يكن مألوفا في عالم السيدات في عصرنا الحالي.

ومن جانبها قالت الشابة حنان وهي مقربة من سامية هلال إن الاخيرة "بما قدمته ومن خلال شخصيتها القوية أصبحت سيدة مجتمع ناجحة وحالة فريدة للمرأة العاملة".

وأضافت سامية هلال، وهي بطلة الجمهورية في الرماية، أنه "رغم صعوبة هذا العمل، إلا أننى حققت من خلاله جزءا كبيرا من طموحاتي وتمكنت من تقديم صورة جديدة عن المرأة عبر دخولى مجالات كانت في السابق حكرا على الرجال وأن أثبت نجاحي في الوصول إلى ما أطمح إليه".

ودعت كل النساء إلى مواصلة العمل والدخول إلى معظم القطاعات التي يحتكرها الرجل، لتكون منافسة شريفة له وتغير الصورة المرسومة للمرأة في مجتمعاتنا.
غير أن الشابة سهام غانم من قرية مفعلة بريف السويداء (12كلم شرقا)، فقد أختارت لنفسها مهنة لا تقل أهمية عن سامية، فهي مهنة صعبة وشاقة وتتطلب مجهودا عضليا كبيرا، وهي مهنة لف المحركات الكهربائية الثقيلة وذلك منذ أكثر من 17 عاما.

وقصة الشابة سهام (42 عاما) قصة عصامية ومكافحة، تحدت فيها ظروف الفقر والعوز وتحدت الرجال في مهنة كانوا قد احتكروها لأنفسهم ، فهي لم تبحث يوما عن هذا العمل ولم تدرس الهندسة الميكانيكية أو في المعهد الصناعي ، لكن القدر وضعها أمام تحد كبير واستطاعت أن تثبت للمجتمع ومن حولها تفوقها وتميزها وإبداعها لتكون أول فتاة سورية تعمل في لف المحركات وإصلاح الأدوات الكهربائية، على مدى سبعة عشر عاماً قضتها في هذه المهنة.

وقالت سهام "كنت أخاف من الكهرباء بشكل عام، وعندما اقترب من المأخذ الكهربائي كان ينتابني شعور بالخوف، ولكن الحاجة والظروف القاهرة هي التي دفعتني للعمل في هذا المجال ، وخاصة بعد وفاة والدي".

وأضافت الشابة سهام "قد تكون المهنة قاسية وصعبة خاصة على المرأة، ولكني استطعت من خلال الإرادة الصلبة أن أنجح في عملي وأن أثبت للآخرين الذين سخروا من المهنة التي اخترها مجبرة بأنني قادرة على التحدي".

وأشارت إلى أنها كانت تتعرض للانتقاد من قبل الرجال، وعدم الثقة في إصلاح إي محرك قد يتعطل، إلا أنها تمكنت وعبر اتقانها لعملها أن تصبح المحل الأول في القرية والقرى المجاورة لها لإصلاح المحركات الكهربائية، مؤكدة أنها تفوقت على بعض المحال التي يديرها رجال في المدنية.
وعبرت سهام عن سعادتها في عملها الذي أصبح جزءا من شخصيتها، مؤكدة أن الأكسسورات والثياب لم تعد تلفت انتباهها وقالت على سبيل الدعابة إن "المفكات وأشرطة النحاس والبراغي هي التي تستهويها حاليا".

ولعل الشابة ريما الشحف التي استطاعت أن تتجاوز أزمتها، كونها أصيبت بحروق من الدرجة الاولى، أن تكون نموذجا للمرأة التي ترسم صورة ناصحة وأن تتفوق في عملها وتكون رقما صعبا في زمن يسيطر فيه المجتمع الذكوري.

وقالت الشابة ريما (35 عاما عزباء) "حرصت من خلال عملي في معمل الأحذية التابعة للدولة السورية أن أصبح العاملة الوحيدة في المعمل التي تشغل كل الآلات بالمعمل، وأن اتقدم على زملائي وزميلاتي في العمل"، مشيرة إلى أن نجاحها في العمل شكل لها منافسة قوية بين العمال الرجال.

وأضافت ريما، التي خضعت لأكثر من 82 عمية جراحية لمعالجة حروق أصيبت بها، "إنني أحقق من خلال عملي قيمتي الإنسانية "، مؤكدة أنها لا تبحث عن التكريم والثناء من أحد، بل تعمل من أجل إرضاء ذاتها.

وريما ناشطة في عدة مجالات إنسانية واجتماعية وصحية وتقوم بتدريب النساء على الإسعاف المنزلي خلال الكوارث الطبيعية ، خاصة وأن سوريا تعيش منذ أكثر من أربع سنوات أزمة يسقط من خلالها قتلى وجرحى.

لاشك أن الأزمة السورية حاليا أفرزت الكثير من النساء اللواتي اضطرتهن الظروف للعمل في مجالات صعبة لا يقوى الرجال عليها أحيانا، إلا أنه وحسب المثل القائل "ما الذي دفعك للمر غير الأمر منه"، لهذا فإن الباب مشرعا أمام المرأة لتخوض غمار العمل في أي مهنة تريد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريات يتحدين الرجال ببعض الأعمال الشاقة ويثبتن نجاحهن سوريات يتحدين الرجال ببعض الأعمال الشاقة ويثبتن نجاحهن



GMT 13:17 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة ندى عادل تواصل تصوير دورها في مسلسل "كلام كبار"

GMT 19:24 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

مرتضى منصور يهدد الخطيب بالتعاقد مع السعيد وفتحي

GMT 08:01 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"مايكروسوفت" تعترف أخيرًا بفشل نظامها للهواتف الذكية

GMT 19:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات هزمن سرطان الثدي بكلّ شجاعة بعد معاناة صعبة

GMT 01:39 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب يكشف تفاصيل هاتف "بلاك بيري" الذكي الجديد

GMT 14:26 2016 السبت ,02 تموز / يوليو

الباذنجان الأسود علاج فعال لمرضى السكري

GMT 13:09 2015 الثلاثاء ,20 كانون الثاني / يناير

النجمة أليشا ديكسون تخطف الأنظار بفستان أسود

GMT 23:42 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

باسكال مشعلاني تطير إلى تونس لإحياء حفل كبير

GMT 20:29 2015 الأربعاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشفى "ديريفورد" البريطاني يمنع تناول "البيتزا"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq