المرأة أكثر تناولًا للمهدئات من الرجل
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

المرأة أكثر تناولًا للمهدئات من الرجل

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - المرأة أكثر تناولًا للمهدئات من الرجل

القاهرة ـ ارم

تحت وطأة ظروف قاسية أو ضغوط حياتية، ربما تلجأ لصديق أو قريب وهناك من يلجأ لمتخصص وهناك من يلجأ للورقة والقلم من باب الفضفضة.. لكن هناك نوعية أخرى تلجأ لعقار مهدئ ليكون سندا لها لتحمل الضغوط والتوترات، ويمثل الحل الأخير كارثة كبيرة لا تظهر عواقبها في حينه، يقول د. طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن هناك فرق بين التعود على العقاقير المهدئة وإدمانها، وعندما يحصل الشخص على جرعة محددة من المهدئات يعتاد عليها ولابد من أخذها حتى تستقر حياته ومزاجه، فعند التوقف فجأة عن أخذ الجرعة تحدث للإنسان أعراض نفسية وجسدية، كما أن سحب المهدئات من الجسم عند الاعتياد عليها لابد أن يتم عن طريق طبيب متخصص لأنها تختلف وفقا لنوع المهدئ وظروف وطبيعة جسد كل شخص. ويضيف: 'من الصعب التنبؤ بالمدة التي يصل بها متعاطي المهدئ لمرحلة التعود، لأنها تختلف من شخص لآخر حسب استجابة الجسم، إذ أثبتت جميع الأبحاث النفسية في العالم أن أكثر من 95% من المرضى المترددين على الطبيب النفسي والذين يلتزمون بجرعة المهدئات المكتوبة لا يدخلون في الإدمان أو التعود الخاطئ والطبيب هو الذي يسحب منهم الجرعة في الوقت المناسب'. وتؤكد د. عزة كريم أستاذة الاجتماع أن اللجوء لاستخدام المهدئات غالباً ما يكون ناتجاً عن الافتقار إلى الدفء والحنان والتفاهم والود الأسري مما يؤدي للاضطراب والقلق وتفكك العلاقات الأسرية والاجتماعية والاكتئاب النفسي والسلوك العنيف أيضاً، وتضيف: 'عندما يتعرض الإنسان لموقف صعب في حياته ولم يجد من يلجأ إليه لتفريغ انفعاله وقلقه فإنه يلجأ إلى المهدئات، أما بالنسبة للفتاة فغالباً ما يرجع تناولها للمهدئات للظروف الاجتماعية المحيطة بها، وفي مجتمعنا على سبيل المثال تعاني الفتاة من الضغوط الأسرية فلا تملك حرية الخروج أو التنزه أو المشاركة في الأعمال التطوعية والأنشطة الرياضية خاصة في سن المراهقة، كما تفتقر إلى الصداقة مع أمها مما يتسبب في وجود فجوة كبيرة بينهما، لذلك تجد الفتاة نفسها وراحتها في تناول المهدئات أو المنومات للهروب مما تشعر به من انفعالات أو مشاعر مضطربة، وكذلك فإن تركيز الفتاة بشكل كبير على الدراسة والتفوق وقضائها وقتاً أطول في المنزل يسبب لها نوعاً من الأرق في فترة الامتحانات فتلجأ للمهدئات وعادة ما يأتي ذلك بناء على نصيحة من صديقة أو عن طريق إعلان تجاري يتم ترويجه دون مراعاة الآثار الجانبية لتناول مثل هذه الأدوية'. ويقول د. صالح أبو الفدا أستاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية 'يوجد نوعين من المهدئات هما، المهدئات الكبرى والمهدئات الصغرى ولا يقتصر تأثيرهما على أجهزة الجسم انتهاء بالإدمان، لكنهما يؤثران بشكل مباشر على حياتنا الاجتماعية، ولوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد الإصابة بالحالات الصغرى كالاضطرابات النفسية والقلق والوسواس والأرق والاكتئاب، وذلك كله بسبب ازدياد الضغوط النفسية الناتجة عن المشكلات الحياتية مثل مشكلات الأسرة وتربية الأطفال وارتفاع تكاليف المعيشة'. ويضيف د. أبو الفدا أن الإحصاءات تؤكد أن المرأة أكثر استعمالاً للمهدئات، لأنها تمر بعدة مراحل سنية مصحوبة عادة بتغيرات في الحالة النفسية، كمراحل الزواج والحمل والولادة والنفاس وتربية الأبناء، وهذا يشكل عبئاً إضافياً عليها بالإضافة لمرحلة سن اليأس، وإذا تعرضت المرأة المتزوجة للانفصال عن الزوج أو اقترانه بامرأة أخرى أو وفاة الزوج فإنها تكون أكثر ميلاً في مثل هذه الحالات لإدمان المهدئات. ويقول د. خالد أبو طاقية أستاذ الكيمياء بجامعة القاهرة أن الدراسات الحديثة التي أجريت على النساء في أوروبا، أثبتت إن 41% منهن يتناولن الحبوب المهدئة، ومن الناحية التركيبية للحبوب المهدئة نجد أن استخدامها لفترة طويلة دون إشراف الطبيب يقود إلى إدمانها وصعوبة الاستغناء عنها، مما يصيب متعاطيها بالاكتئاب الذي يدفع الكثيرين للانتحار كما من الممكن أن تؤدي للإصابة بالشلل الرعاش وفقدان التناسق العصبي والعضلي، وفقا للدكتور. وهناك بعض المواد الطبيعية التي يمكن للإنسان أن يستخدمها كبدائل للمهدئات مثل الأغذية التي تحتوي على العطور الطيارة كالنعناع والكراوية واليانسون وهي مفيدة جداً للجهاز العصبي وليست لها آثار جانبية، مع ضرورة الإقلال من تناول الشاي والقهوة، لأنهما منبهات للجهاز العصبي، وبشكل عام فإن التعود النفسي وتدريب النفس يساعدان كثيراً على مقاومة المرض والتغلب عليه عن طريق تقوية جهاز المناعة إضافة إلى التغذية السليمة والحرص على دورة نوم طبيعية والبعد عن التوابل في الطعام، لأنها تتسبب في إثارة الجهاز العصبي، ومن هنا يمكن القول إن التوازن هو الحل لمشكلة المهدئات، كما يعرف أن الأسماك تحتوي على مواد مهدئة طبيعية ولا يوجد أضرار لها.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة أكثر تناولًا للمهدئات من الرجل المرأة أكثر تناولًا للمهدئات من الرجل



GMT 13:12 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

أمطار متفرقة على منطقة جازان الجمعه

GMT 13:41 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الزرقاء تطلق تطبيق "الزرقاء جامعتي"

GMT 01:26 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

رامي رضوان يوضح الفرق بين "التوك شو" الصباحي والمسائي

GMT 01:26 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مجوهرات حجر الأوبال تأخذكِ إلى عالم السحر والفخامة

GMT 02:25 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الغني الأسدي يكشف عن "ساعة صفر" أخرى من الموصل

GMT 00:49 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جويل تلفت الأنظار بلوكاتها الجريئة في"بيوتي ماتش"

GMT 18:35 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات بيونسيه باللون الزيتي موضة شتاء 2020
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq