عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم

كولونيا - العرب اليوم

تشير الأرقام الرسمية في ألمانيا إلى ازدياد عدد الأطفال الذين انتزعتهم المؤسسات المعنية قانونيا من أسرهم وذويهم، لأنهم مهددون هناك. وقد دفع هذا التطور بالبعض إلى دق ناقوس الخطر لما يشكله من خطر على الأوضاع الأسروية. تركت جرائم القتل البشعة العديدة في حق عدد من الأطفال والرضع آثاراً سلبية على الذاكرة الوطنية داخل ألمانيا. فالكثير من المواطنين يتذكرون الطفلة "آنا" التي لقيت حتفها عندما غرقت في حمام بيت الأسرة التي كانت تتبناها. وهناك مثال الطفل "كيفين" الذي تم العثور على جثته داخل ثلاجة زوج والدته. إن ذلك يدعو الى التساؤل: لماذا حصل ذلك ولماذا لم تتمكن المصالح المسؤولة من الوقاية قبل وقوع مثل تلك الفواجع. وحسب بيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني، فقد قامت إدارة الشباب العام الماضي بانتزاع نحو 40 ألف ومائتي قاصر من أسرهم وذويهم . ما يعني أن عددهم ارتفع بنسبة 43% بالمائة. وعندما يشعر المسؤولون أن الأطفال في موضع خطر، فإنهم يضعونهم تحت وصاية المصالح الحكومية. وغالبا ما يحدث ذلك لفترات مؤقتة، على أن يعود الأطفال لذويهم لاحقا عندما تتحسن الأوضاع. تعمل ريناته شيفر سيكورا لفرع مكتب العمل في مدينة كولونيا. وهي المدينة التي شهدت ارتفاعا مهولا لعدد الأطفال الذين تم انتزاعهم بصفة قانونية من ذويهم. وتوضح ريناته أن السبب في القيام بذلك يتمثل في أن الأولياء غير قادرين على تربية أطفالهم. وهم في الغالب أولياء قد يكون أحدهم منفصلا عن زوجه أو زوجتة. يضاف إلى ذلك حسب الأخصائية عوامل أخرى مثل الإدمان على المخدرات أو الكحوليات وغيرها، فضلا عن المشاكل النفسية المتزايدة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ومن يمعن النظر في طبيعة تلك الحالات، فإنه يجد أن الأوضاع العصيبة التي تعاني منها العائلات تعود إلى عدد من الأزمات الاجتماعية في ظل تراجع مستوى التماسك الاجتماعي سواء داخل الوسط العائلي نفسه، أو داخل المحيط المجتمعي أو الطائفة الدينية التي تنحدر منها الأسر، كما يقول فولفغانغ أولسنر أخصائي الطب النفسي لدى الأطفال في مدينة كولونيا، والذي يشير إلى أن "الأسر اليوم تتحمل أعباء جمة، لا تستطيع تحملها لوحدها". حملات توعية في مواجهة إهمال الأطفال وتعتبر ريناته شيفر سيكورا أن إجراءات إدارة الشباب من خلال قيامها باحتضان الأطفال المهددين، تعود إلى عدم حصول الأولياء على مساعدات من ذويهم وجيرانهم لتخطي الأوضاع الصعبة، مما يؤدي أيضا إلى ارتفاع عدد الأطفال المصابين باضطرابات نفسية. وتعتبر المسؤولة أن السبب الحقيقي وراء تدخل الدولة في موضوع مسؤولية رعاية الأطفال يعود أيضا إلى ارتفاع مستوى درجة الوعي داخل المجتمع وإلى مواقف الحذر لدى المواطنين. حيث أصبح الناس يبلغون بشكل ملحوظ عن حالات محتملة تشير بشكل أو بآخر إلى أوضاع الإساءة للأطفال. وفي هذا السياق، تحدثت السيدة ريناته العاملة بمكتب العمل عن ارتفاع عدد الحالات التي أبلغ فيها سكان كولونيا السلطات المعنية عن وجود إهمالات من قبل الأولياء. ويأتي ذلك نتيجة للحملات الدعائية التي يقوم بها الإعلام لتحسيس الرأي العام بخطورة الوضع، وجاءت مأساة " آنا" و "كيفين" لتوضع مدى عواقب التعامل السلبي مع قضايا الأطفال. أطفال أصبحوا أكثر شجاعة ومقارنة بالماضي، يبدي الأطفال والقاصرون شجاعة أكبر باللجوء إلى أساتذتهم أو إلى مكاتب الشباب في حال تعرضهم للإساءة. وفي الماضي كان الأطفال يعملون أيضا على إخفاء ما يحدث داخل الأسرة، عندما كان الأب المدمن مثلا يعود إلى البيت ويعنف الأم. الوضع يختلف في يومنا هذا. حيث أصبح الأطفال أكثر جرأة لطلب المساعدة عند الحاجة. والفضل يعود في ذلك إلى حملات التوعية داخل المدارس أيضا، كما يقول الطبيب أولسنر. ولهذا لا يجب "الحديث عن انهيار المنظومة التربوية في الدول الصناعية فقط بسبب ارتفاع عدد الأطفال المهددين الذين يتم انتزاعهم من ذويهم بهدف حمايتهم" مشيرا إلى أن كل الأطراف تعمل حاليا بهدف عدم تكرار ما حدث للطفلين "آنا" و "كيفين".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم عندما يصبح الأولياء مصدر خطر على أطفالهم



GMT 19:30 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

عمدة موسكو يلغي الدراسة عن بعد في مدارس العاصمة

GMT 13:06 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تقدم مصر في معيار جودة التعليم لتقفز من المركز الـ51

GMT 21:21 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 09:19 2013 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"فندي" تُطلِق ساعات "Chameleon" جديدة للمرأة المتميِّزة

GMT 08:47 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

"الصحة العراقية" تحذر من موجة كورونا أشد خطورة

GMT 03:12 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المليجي تؤكّد أن هدفها وصول تصميماتها إلى أكثر عدد من الناس

GMT 05:41 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

إطلاق "Intenso "عطر دولتشـي آند غابانـا للرجال

GMT 22:53 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

نجم باير ليفركوزن تحت أنظار برشلونة للموسم المقبل

GMT 13:14 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

دار الكتب والوثائق القومية المصرية تواصل رصد حصاد 2017

GMT 00:34 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على اتيكيت تناول السمك في المطاعم

GMT 03:43 2015 السبت ,29 آب / أغسطس

تحويل فيلم الكيف المصري إلى مسلسل درامي
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq